الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4465 - وعن كريمة بنت همام أن امرأة سألت عائشة - رضي الله عنها - عن خضاب الحناء . فقالت : لا بأس ، ولكني أكرهه ، كان حبيبي يكره ريحه . رواه أبو داود ، والنسائي .

التالي السابق


4465 - ( وعن كريمة بنت همام ) : بضم هاء وتخفيف ميم ، كذا ضبطه المؤلف ، وفي نسخة السيد بفتح الهاء وتشديد الميم ، في المغني ( همام ) مفتوحة وشدة ميم جماعة وبضم هاء وخفة ميم ، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن همام ، وكذا في تحرير المشتبه للعسقلاني ، والله أعلم . ( أن امرأة سألت عائشة ، عن خضاب الحناء ) :

[ ص: 2835 ] الظاهر أنه في الرأس ( فقالت : لا بأس ) : أي لا بأس بفعله ، فإنه مباح لا خلاف فيه ( ولكني ) : وفي نسخة ولكن ( أكرهه ) : أي أكره فعله لعارض بينته بقولها : ( كان حبيبي - صلى الله عليه وسلم : أي النبي - صلى الله عليه وسلم - يكره ريحه ) : استدل الشافعي به على أن الحناء ليس بطيب ; لأنه كان يحب الطيب ، وفيه أنه لا دلالة لاحتمال أن هذا النوع من الطيب لم يكن يلائم طبعه الطيب ، كما لا يلائم الزباد مثلا طبع البعض ، وكما كان يحب اللحم ، وامتنع عن أكل بعض الحيوانات لما تعافه نفسه الشريفة ، ثم الظاهر أن كرهه مختص بالشعر ، فإنه يبقى فيه زهومته وخماجته ، ولذا عدل عن الحناء في صبغ لحيته الشريفة إلى الورس والزعفران ، وأما في يد أمهات المؤمنين فلا شك أنه لم يكن يكرهه ، لما سيأتي في الحديث الآتي ، وما بعده من الإنكار على المرأة التي لم تكن متحنية والله أعلم . ( رواه أبو داود ، والنسائي ) .




الخدمات العلمية