الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير :

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : كأنهم بنيان مرصوص أي : يثبتون كثبات البنيان المرصوص ، وقيل : معناه : بنيان بني بالرصاص .

                                                                                                                                                                                                                                      واستدل بعض أهل التأويل بهذا على أن قتال الراجل أفضل من قتال الفارس ، وذلك غير مستقيم؛ لما جاء في فضل الفارس في الأجر والغنيمة ، [ ص: 399 ] ولا يخرج الفرسان من معنى الآية؛ لأن معناه : الثبات .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فلما زاغوا أي : مالوا عن الحق؛ أزاغ الله قلوبهم أي : أمالها عن الهدى ، وقيل : عن الثواب .

                                                                                                                                                                                                                                      قال أبو أمامة : هم الخوارج ، سعد بن أبي وقاص : هم الحرورية .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : تؤمنون بالله ورسوله : تبيين للتجارة المتقدم ذكرها ، وقيل : معناه : آمنوا ، فجاء بلفظ الخبر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وأخرى تحبونها : قال الأخفش والفراء : {أخرى} : معطوفة على {تجارة} ، وقيل : المعنى : ولكم أخرى .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة يعني : افتراق أصحاب عيسى فيه بعد رفعه إلى السماء ، على ما قدمناه في غير هذا المكان .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم يعني : بظهور النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فأصبحوا ظاهرين أي : ظاهرين على الكفار؛ أي : غالبين عليهم ، وقيل : أصبحوا غالبين بالحجة والبرهان؛ لأنهم قالوا -فيما روي- : ألستم [ ص: 400 ] تعلمون أن عيسى كان ينام ، والله لا ينام؟ وأن عيسى كان يأكل ، والله عز وجل لا يأكل؟

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية