الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              أسند عبد الله بن عبيد بن عمير : عن أبيه ، عن جده . وأرسل عن أبي الدرداء ، وحذيفة ، وغيرهم رضي الله تعالى عنهم .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الحربي ، ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ، ثنا عكرمة ، عن عمار ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تحاج آدم وموسى ، فقال آدم لموسى : أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك ، فذكر قتل النفس ، فقال موسى لآدم : أنت آدم أبو الناس الذي خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته ، وأسكنك جنته ثم عصيته ، فلولا ما صنعت دخلت وذريتك الجنة ، فقال آدم لموسى : تلومني على أمر قد قدر علي قبل أن أخلق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فحج آدم موسى ، فحج آدم موسى مرتين " .

              [ ص: 357 ] هذا حديث صحيح ثابت من حديث أبي هريرة غريب من حديث عبيد بن عمير ما كتبناه إلا من حديث عكرمة ، عن عبد الله عنه .

              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا موسى بن هارون ، وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن هاشم ، قالا : ثنا حوثرة بن أشرس ، أخبرني سويد أبو حاتم ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن أبيه ، عن جده ، أن رجلا قال : " يا رسول الله أي الصلاة أفضل ؟ قال : طول القنوت ، قال : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : جهد المقل ، قال : أي المؤمنين أكمل إيمانا ؟ قال : أحسنهم خلقا " .

              هذا حديث تفرد به سويد موصولا عن عبد الله ، ورواه صالح بن كيسان ، عن الزهري ، عن عبد الله ، عن أبيه من دون جده .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، ثنا عمرو بن خالد الحراني ، عن بكر بن خنيس ، عن عبد الله بن أبي بدر ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كانت في نفسي مسألة قد أحزنتني لم أسأل رسول الله عنها ولم أسمع أحدا يسأل عنها ، فكنت أتحينه ، فدخلت ذات يوم وهو يتوضأ فوافقته على حالتين كنت أحب أن أوافقه عليهما ، وجدته فارغا طيب النفس ، فقلت : " يا رسول الله ائذن لي فأسألك ، قال : نعم ، سل عما بدا لك ، قلت : يا رسول الله ما الإيمان ؟ قال : السماحة والصبر ، قلت : فأي المؤمنين أفضل ؟ قال : أحسنهم خلقا ، قلت : فأي المسلمين أفضل إسلاما ؟ قال : من سلم الناس من لسانه ويده ، قلت : فأي الجهاد أفضل ؟ فطأطأ رأسه وصمت طويلا حتى خفت أن أكون قد شققت عليه ، وتمنيت أن لم أكن سألته وقد سمعته بالأمس يقول : أعظم الناس في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم عليه فحرم من أجل مسألته ، فقلت : أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، فرفع رأسه وقال : كيف قلت ؟ قلت : أي الجهاد أفضل ؟ قال : كلمة عدل عند إمام جائر " .

              غريب من حديث عبد الله بن عبيد بن عمير لم نكتبه بهذا التمام إلا من هذا الوجه ، وقال سليمان : وأبو بدر هو عندي بشار بن الحكم البصري صاحب ثابت البناني .

              [ ص: 358 ] حدثنا أحمد بن جعفر بن مسلم ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، وحدثنا مخلد بن جعفر ، ثنا جعفر الفريابي ، قالا : ثنا هشام بن عمارة ، ثنا رفدة بن قضاعة الغساني ، عن الأوزاعي ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن أبيه عن جده : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الصلاة المكتوبة مع كل تكبيرة .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية