الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
حكم تفسيره

[فصل]

ويحرم تفسيره بغير علم ، والكلام في معانيه لمن ليس من أهلها، والأحاديث في ذلك كثيرة، والإجماع منعقد عليه.

[ ص: 166 ] وأما تفسيره للعلماء فجائز حسن، والإجماع منعقد عليه.

فمن كان أهلا للتفسير، جامعا للأدوات، حتى التي يعرف بها معناه، وغلب على ظنه المراد – فسره، إن كان مما يدرك بالاجتهاد؛ كالمعاني، والأحكام الجلية والخفية، والعموم والخصوص، والإعراب، وغير ذلك.

وإن كان مما لا يدرك بالاجتهاد كالأمور التي طريقها النقل وتفسير الألفاظ اللغوية - فلا يجوز الكلام فيه إلا بنقل صحيح من جهة المعتمدين من أهله.

وأما من كان ليس من أهله لكونه غير جامع لأدواته فحرام عليه التفسير، لكن له أن ينقل التفسير عن المعتمدين من أهله.

[ ص: 167 ] ثم المفسرون برأيهم من غير دليل صحيح أقسام

1 – منهم: من يحتج بأنه على تصحيح مذهبه، وتقوية خاطره، مع أنه لا يغلب على ظنه أن ذلك هو المراد بالآية، وإنما يقصد الظهور على خصمه.

2 – ومنهم: من يقصد الدعاء إلى خير، ويحتج بآية من غير أن تظهر له دلالة لما قاله.

3 – ومنهم: من يفسر ألفاظه العربية من غير وقوف على معانيها عند أهلها، وهي مما لا يؤخذ إلا بالسماع من أهل العربية وأهل التفسير، كبيان معنى اللفظ، وإعرابها، وما فيها من الحذف والاختصار والإضمار، والحقيقة والمجاز، والعموم والخصوص، والتقديم والتأخير، والإجمال والبيان، وغير ذلك مما هو خلاف الظاهر.

ولا يكفي مع ذلك معرفة العربية وحدها، بل لا بد معها من معرفة ما قاله أهل التفسير فيها، فقد يكونون مجتمعين على ترك الظاهر، أو على إرادة الخصوص أو الإضمار، وغير ذلك مما هو خلاف الظاهر، وكما إذا كان [ ص: 168 ] اللفظ مشتركا في معان، فعلم في موضع أن المراد أحد المعاني، ثم فسر كل ما جاء به، فهذا كله تفسير بالرأي، وهو حرام، والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية