الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا

                                                                                                                                                                                                                                        (97) يخبر تعالى عن نعمته، وأنه يسر هذا القرآن الكريم بلسان الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - يسر ألفاظه ومعانيه؛ ليحصل المقصود منه والانتفاع به؛ لتبشر به المتقين بالترغيب في المبشر به من الثواب العاجل والآجل، وذكر الأسباب الموجبة للبشارة، وتنذر به قوما لدا ؛ أي: شديدين في باطلهم، أقوياء في كفرهم، فتنذرهم، فتقوم عليهم الحجة، وتتبين لهم المحجة، فيهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة. (98) ثم توعدهم بإهلاك المكذبين قبلهم، فقال: وكم أهلكنا قبلهم من قرن من قوم نوح وعاد وثمود وفرعون وغيرهم من المعاندين المكذبين، لما استمروا في طغيانهم، أهلكهم الله فليس لهم من باقية. هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا : والركز: الصوت الخفي؛ أي: لم يبق منهم عين ولا أثر، بل بقيت أخبارهم عبرة للمعتبرين، وأسمارهم عظة للمتعظين. تم تفسير سورة مريم، ولله الحمد والشكر.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 1017 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية