الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: أنى يكون لي غلام أي ولد. وكانت امرأتي عاقرا أي لا تلد ، وفي تسميتها عاقرا وجهان: أحدهما: لأنها تصير إذا لم تلد كأنها تعقر النسل أي تقطعه.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: لأن في رحمها عقرا يفسد المني ، ولم يقل ذلك عن شك بعد الوحي ، ولكن على وجه الاستخبار: أتعيدنا شابين؟ أو ترزقنا الولد شيخين؟ وقد بلغت من الكبر عتيا فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: يعني سنا ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنه نحول العظم ، قاله ابن جريج.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: أنه الذي غيره طول الزمان إلى اليبس والجفاف ، قاله ابن عيسى قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        إنما يعذر الوليد ولا يعذر من كان في الزمان عتيا



                                                                                                                                                                                                                                        قال قتادة: كان له بضع وسبعون سنة ، وقال مقاتل خمس وتسعون سنة. وقرأ

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 358 ] ابن عباس: عسيا وهي كذلك في مصحف أبي من قولهم للشيخ إذا كبر: قد عسا وعتا ومعناهما واحد.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية