الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      القسم الثاني : أن يكون بعد علم بعض المكلفين بوجوبه ، وهذه هي مسألة المعراج ، وقد سبق حكمها ، وقد ذكرها الماوردي ، والروياني في [ ص: 226 ] البحر " ، فقالا : إن أبلغه النبي صلى الله عليه وسلم إلى البعض هل يثبت حكمه بالنسبة إلى الغائبين ؟ فيه وجهان : أشبههما أنه لا يثبت ، لأن أهل قباء لما بلغهم نسخ القبلة وهم في الصلاة استداروا وبنوا ، ولم يستأنفوا . وقال الشيخ أبو إسحاق في " التبصرة " : إذا نزل النسخ على الرسول ثبت النسخ في حقه وفي حقهم في قول بعض أصحابنا . ومن قائل : لا يثبت في حق الأمة قبل أن يتصل ذلك بهم ، وهو قول الحنفية . ثم نصر الشيخ الأول ، وأجاب عن قصة أهل قباء ، بأن القبلة يجوز تركها بالأعذار ، ولهذا تترك مع العلم بها في نوافل السفر ، فلهذا لم يؤمروا بالإعادة .

                                                      وحكى بعض المتأخرين مذهبا ثالثا بالتفصيل بين الأحكام التكليفية وخطاب الوضع . فمنعه في الأول وجوزه في الثاني ; لأنه يلتحق بالغافل ونحوه . .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية