التفسير :
nindex.php?page=treesubj&link=29038قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت أي : من اختلاف ، ولا تباين؛ أي : كله بما ترى فيه من أثر الصنعة دال على خالقه وإن اختلفت صوره وصفاته ، وقيل : المراد بذلك : السماوات خاصة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3فارجع البصر هل ترى من فطور [أي : من شقوق] .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4ثم ارجع البصر كرتين أي : ردده مرة بعد مرة ،
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4ينقلب إليك البصر خاسئا أي : صاغرا متباعدا عن أن يرى شيئا من ذلك ،
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4وهو حسير أي : قد بلغ غاية الإعياء .
والمراد بـ {كرتين} ههنا : التكثير ، والدليل على ذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير [ ص: 442 ] وذلك دليل على كثرة النظر .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=7إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا أي : صوتا شديدا ،
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=7وهي تفور أي : تغلي كالقدر .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=8تكاد تميز من الغيظ أي : على أعداء الله عز وجل .
ابن زيد : معنى : {تميز} : تتفرق غضبا .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9إن أنتم إلا في ضلال كبير : هذا قول خزنة جهنم لأهلها .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=11فسحقا لأصحاب السعير أي : بعدا لهم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=14ألا يعلم من خلق : يجوز أن تكون {من} لله عز وجل؛ والمعنى : ألا يعلم الخالق خلقه؟ ويجوز أن تكون للمخلوقين؛ والمعنى : ألا يعلم الله من خلق؟
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا أي : سهلة متذللة تستقرون عليها .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15فامشوا في مناكبها أي : في جبالها ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : في أطرافها ، وعنه أيضا : في طرقها وفجاجها .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أأمنتم من في السماء أي : أأمنتم الله الذي في السماء .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16فإذا هي تمور أي : تذهب وتجيء .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=19أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن أي : صافات أجنحتهن ، ويقبضنها .
[ ص: 443 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21بل لجوا في عتو ونفور أي : تمادوا في طغيان واستكبار عن الحق .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=22أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم : هذا مثل للمؤمن والكافر ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هو في الدنيا ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : هو يوم القيامة ، يمشي الكافر فيه على وجهه .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك : الذي يمشي مكبا على وجهه الأعمى .
وقيل : إنها نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=135حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، وفي
أبي جهل لعنه الله .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=27فلما رأوه زلفة : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أي : لما رأوا عملهم السيئ قريبا ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك : فلما رأوا العذاب قريبا ، وقيل : لما رأوا الحشر ، ودل عليه {تحشرون} .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=27سيئت وجوه الذين كفروا أي : فعل بها السوء .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=27وقيل هذا الذي كنتم به تدعون يعني : قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم [الأنفال : 32] ، وقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=16عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب [ص : 16] ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ، وقيل : المعنى : يدعو بعضكم بعضا إلى التكذيب .
[ ص: 444 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا الآية : أي : أرأيتم إن متنا أو رحمنا ، فأخرت آجالنا ، من يجيركم من عذاب الله؟ فلا حاجة بكم إلى التربص بنا ، ولا إلى استعجال قيام الساعة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا أي : ذا غور ، وقيل : هو بمعنى غائر .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30فمن يأتيكم بماء معين أي : ظاهر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، أي : تراه العيون ، فهو (مفعول) ، وقيل : هو من (معن الماء) ؛ إذا كثر ، فهو على هذا (فعيل) ، وعن ابن عباس أيضا المعنى : فمن يأتيكم بماء عذب؟
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك : (المعين) : الماء الجاري ، والغور : الذاهب .
التَّفْسِيرُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29038قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ أَيْ : مِنِ اخْتِلَافٍ ، وَلَا تَبَايُنٍ؛ أَيْ : كُلُّهُ بِمَا تَرَى فِيهِ مِنْ أَثَرِ الصَّنْعَةِ دَالٌّ عَلَى خَالِقِهِ وَإِنِ اخْتَلَفَتْ صُوَرُهُ وَصِفَاتُهُ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِذَلِكَ : السَّمَاوَاتُ خَاصَّةً .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ [أَيْ : مِنْ شُقُوقٍ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ أَيْ : رَدِّدْهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا أَيْ : صَاغِرًا مُتَبَاعِدًا عَنْ أَنْ يَرَى شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4وَهُوَ حَسِيرٌ أَيْ : قَدْ بَلَغَ غَايَةَ الْإِعْيَاءِ .
وَالْمُرَادُ بِـ {كَرَّتَيْنِ} هَهُنَا : التَّكْثِيرُ ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ [ ص: 442 ] وَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى كَثْرَةِ النَّظَرِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=7إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا أَيْ : صَوْتًا شَدِيدًا ،
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=7وَهِيَ تَفُورُ أَيْ : تَغْلِي كَالْقِدْرِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=8تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ أَيْ : عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
ابْنُ زَيْدٍ : مَعْنَى : {تَمَيَّزُ} : تَتَفَرَّقُ غَضَبًا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9إِنْ أَنْتُمْ إِلا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ : هَذَا قَوْلُ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ لِأَهْلِهَا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=11فَسُحْقًا لأَصْحَابِ السَّعِيرِ أَيْ : بُعْدًا لَهُمْ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=14أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ {مَنْ} لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ وَالْمَعْنَى : أَلَا يَعْلَمُ الْخَالِقُ خَلْقَهُ؟ وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ لِلْمَخْلُوقِينَ؛ وَالْمَعْنَى : أَلَا يَعْلَمُ اللَّهُ مَنْ خَلَقَ؟
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولا أَيْ : سَهْلَةً مُتَذَلَّلَةً تَسْتَقِرُّونَ عَلَيْهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا أَيْ : فِي جِبَالِهَا ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : فِي أَطْرَافِهَا ، وَعَنْهُ أَيْضًا : فِي طُرُقِهَا وَفِجَاجِهَا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَيْ : أَأَمِنْتُمُ اللَّهَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَيْ : تَذْهَبُ وَتَجِيءُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=19أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ أَيْ : صَافَّاتٍ أَجْنِحَتَهُنَّ ، وَيَقْبِضْنَهَا .
[ ص: 443 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ أَيْ : تَمَادَوْا فِي طُغْيَانٍ وَاسْتِكْبَارٍ عَنِ الْحَقِّ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=22أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ : هَذَا مَثَلٌ لِلْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هُوَ فِي الدُّنْيَا ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَمْشِي الْكَافِرُ فِيهِ عَلَى وَجْهِهِ .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ : الَّذِي يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ الْأَعْمَى .
وَقِيلَ : إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=135حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَفِي
أَبِي جَهْلٍ لَعَنَهُ اللَّهُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=27فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : أَيْ : لَمَّا رَأَوْا عَمَلَهُمُ السَّيِّئَ قَرِيبًا ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ : فَلَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ قَرِيبًا ، وَقِيلَ : لَمَّا رَأَوُا الْحَشْرَ ، وَدَلَّ عَلَيْهِ {تُحْشَرُونَ} .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=27سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا أَيْ : فَعَلَ بِهَا السُّوءَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=27وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ يَعْنِي : قَوْلَهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [الْأَنْفَالِ : 32] ، وَقَوْلَهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=16عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ [ص : 16] ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : يَدْعُو بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِلَى التَّكْذِيبِ .
[ ص: 444 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا الْآيَةَ : أَيْ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ مِتْنَا أَوْ رُحِمْنَا ، فَأُخِّرَتْ آجَالُنَا ، مَنْ يُجِيرُكُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ؟ فَلَا حَاجَةَ بِكُمْ إِلَى التَّرَبُّصِ بِنَا ، وَلَا إِلَى اسْتِعْجَالِ قِيَامِ السَّاعَةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا أَيْ : ذَا غَوْرٍ ، وَقِيلَ : هُوَ بِمَعْنَى غَائِرٍ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ أَيْ : ظَاهِرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَيْ : تَرَاهُ الْعُيُونُ ، فَهُوَ (مَفْعُولٌ) ، وَقِيلَ : هُوَ مِنْ (مَعَنَ الْمَاءُ) ؛ إِذَا كَثُرَ ، فَهُوَ عَلَى هَذَا (فَعِيلٌ) ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا الْمَعْنَى : فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ عَذْبٍ؟
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ : (الْمَعِينُ) : الْمَاءُ الْجَارِي ، وَالْغَوْرُ : الذَّاهِبُ .