الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: لا يسمعون فيها لغوا فيه وجهان: أحدهما: الكلام الفاسد.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: الخلف ، قاله مقاتل. إلا سلاما فيه وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 381 ] أحدهما: إلا السلامة.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: تسليم الملائكة عليهم ، قاله مقاتل. ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا فيه وجهان: أحدهما: أن العرب إذا أصابت الغداء والعشاء نعمت ، فأخبرهم الله أن لهم في الجنة غداء وعشاء ، وإن لم يكن في الجنة ليل ولا نهار.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: معناه مقدار البكرة ومقدار العشي من أيام الدنيا ، قاله ابن جريج. وقيل إنهم يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وغلق الأبواب ، ومقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب. ويحتمل أن تكون البكرة قبل تشاغلهم بلذاتهم ، والعشي بعد فراغهم من لذاتهم ؛ لأنه يتخللها فترات انتقال من حال إلى حال.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية