الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا أولا يذكر الإنسان أنا [ ص: 383 ] خلقناه من قبل ولم يك شيئا فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: حول جهنم فيها قولان: أحدهما: أن جهنم اسم من أسماء النار.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنه اسم لأعمق موضع في النار ، كالفردوس الذي هو اسم لأعلى موضع في الجنة. جثيا فيه قولان: أحدهما: [جماعات] ، قاله الكلبي والأخفش.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: بروكا على الركب ، قاله عطية. قوله عز وجل: ثم لننزعن من كل شيعة أيهم الشيعة الجماعة المتعاونون. قال مجاهد: والمراد بالشيعة الأمة لاجتماعهم وتعاونهم. وفي ثم لننزعن وجهان: أحدهما: لننادين ، قاله ابن جريج.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: لنستخرجن ، قاله مقاتل. عتيا فيه خمسة أوجه: أحدها: أهل الافتراء بلغة بني تميم ، قاله بعض أهل اللغة.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: جرأة ، قاله الكلبي.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: كفرا ، قاله عطية.

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع: تمردا.

                                                                                                                                                                                                                                        الخامس: معصية. قوله عز وجل: أولى بها صليا فيه وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 384 ] أحدها: دخولا ، قاله الكلبي.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: لزوما.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية