الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1245 - ( 2 ) - حديث أبي هريرة : { إذا أفلس الرجل وقد وجد البائع [ ص: 87 ] سلعته بعينها فهو أحق بها من الغرماء }. متفق عليه ، ومعظم اللفظ لمسلم من طريق بشير بن نهيك عنه ، ولهما من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وغيره بلفظ : { من أدرك ماله بعينه عند رجل قد أفلس ، أو إنسان قد أفلس فهو أحق به من غيره }.

1246 - ( 3 ) - حديث { أبي هريرة : أنه قال في مفلس أتوه به : هذا الذي قضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيما رجل مات أو أفلس فصاحب المتاع أحق بمتاعه }. . . الحديث ; أبو داود والشافعي ، والحاكم ، من طريق ابن أبي ذئب ، عن أبي المعتمر ، عن عمر بن خلدة عنه ، وأبو المعتمر ; قال أبو داود والطحاوي وابن المنذر : هو مجهول . ولم يذكر ابن أبي حاتم له إلا راويا واحدا وهو ابن أبي ذئب ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وهو للدارقطني والبيهقي من طريق أبي داود الطيالسي عن ابن أبي ذئب .

وروى ابن حبان والدارقطني وغيرهما ، من [ ص: 88 ] طريق الثوري في حديث أبي بكر عن أبي هريرة اللفظ الذي ذكره المصنف .

( فائدة ) :

قال ابن عبد البر : هذا الحديث لا يرويه غير أبي هريرة ، وحكى البيهقي مثل ذلك عن الشافعي ومحمد بن الحسن ، وفي إطلاق ذلك نظر ، لما رواه أبو داود والنسائي عن سمرة بلفظ { من وجد متاعه عند مفلس بعينه فهو أحق به } ولابن حبان في صحيحه من طريق فليح ، عن نافع ، عن ابن عمر بلفظ : { إذا عدم الرجل فوجد البائع متاعه بعينه فهو أحق به }. قوله : { روي أنه صلى الله عليه وسلم إنما حجر على معاذ بالتماس منه دون طلب الغرماء }.

قلت : هذا شيء ادعاه إمام الحرمين ، فقال في النهاية : قال العلماء : ما كان حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم على معاذ من جهة استدعاء غرمائه . والأشبه أن ذلك جرى باستدعائه وتبعه الغزالي ، وهو خلاف ما صح من الروايات المشهورة ، ففي المراسيل لأبي داود : التصريح بأن الغرماء التمسوا ذلك ، وأما ما رواه الدارقطني : أن معاذا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه ليكلم غرماءه ، فلا حجة فيها أن ذلك لالتماس الحجر ، وإنما فيها طلب معاذ الرفق منهم ، وبهذا تجتمع الروايات .

حديث عمر في أسيفع جهينة . يأتي قريبا .

التالي السابق


الخدمات العلمية