الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6548 ص: ومما يدل على ذلك أيضا: أن فهدا حدثنا، قال: ثنا أبو نعيم ، قال: ثنا أبو جعفر ، عن الربيع بن أنس قال: "دخلت على أنس، فرأيت نبيذه في جرة خضراء".

                                                6549 حدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا حماد بن سلمة ، عن حماد بن أبي سليمان ، قال: " دخلت على أنس بن مالك بواسط القصب، فرأيت نبيذه في جرة خضراء ينتبذ له فيها".

                                                فهذا أنس بن مالك ينتبذ في الظروف، وهو أحد من روى عن رسول الله -عليه السلام- النهي عن الانتباذ فيها؛ فدل ذلك على ثبوت نسخ ذلك عنده، والله أعلم.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي ومن الذي يدل على نسخ الأحاديث المتقدمة: ما روي عن أنس بن مالك؛ فإنه كان ينتبذ له في الظروف، والحال هو أحد الرواة عنه -عليه السلام- أنه نهى عن الانتباذ فيها، فلو لم يثبت عنده نسخ ذلك لما انتبذ له في الظروف.

                                                وأخرجه من طريقين صحيحين:

                                                الأول: عن فهد بن سليمان ، عن أبي نعيم الفضل بن دكين ، عن أبي جعفر الرازي، قيل: اسمه عيسى عن الربيع بن أنس البصري البكري .

                                                الثاني: عن محمد بن خزيمة ، عن الحجاج بن منهال ، عن حماد بن سلمة ، عن حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة .

                                                [ ص: 170 ] وأخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه": عن محمد بن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن ثعلبة قال: "دخلت على أنس بن مالك فأكلنا عنده، ثم دعى بجريرة خضراء فيها نبيذ فسقانا".

                                                قوله: "بواسط القصب" هي مدينة اختطها الحجاج بين الكوفة والبصرة في أرض كسكر، وهي نصفان على شطي دجلة وبينهما جسر من سفن؛ وإنما سميت واسطا لأن منها إلى البصرة خمسين فرسخا، ومنها إلى الكوفة خمسين فرسخا، ومنها إلى الأهواز خمسين فرسخا، ومنها إلى بغداد خمسين فرسخا. وإنما أضيفت إلى القصب لأن أرضها كانت مقصبة، وفيها قصب كثيرة، وأقلام مشهورة تنسب إليها، والله أعلم.




                                                الخدمات العلمية