الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مسألة : يستحب قراءته بالتفخيم : لحديث الحاكم نزل القرآن بالتفخيم قال الحليمي : ومعناه أنه يقرؤه على قراءة الرجال ، ولا يخضع الصوت فيه ككلام النساء .

قال : ولا يدخل في هذا كراهة الإمالة التي هي اختيار بعض القراء . وقد يجوز أن يكون القرآن نزل بالتفخيم فرخص مع ذلك في إمالة ما يحسن إمالته .

مسألة : وردت أحاديث تقتضي استحباب رفع الصوت بالقراءة ، وأحاديث تقتضي الإسرار وخفض الصوت .

فمن الأول : حديث الصحيحين : ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ، يجهر به .

ومن الثاني : حديث أبي داود والترمذي والنسائي : الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة .

قال النووي : والجمع بينهما أن الإخفاء أفضل ، حيث خاف الرياء أو تأذى مصلون أو نيام بجهره ، والجهر أفضل في غير ذلك ; لأن العمل فيه أكثر ، ولأن فائدته تتعدى إلى السامعين ، ولأنه يوقظ قلب القارئ ، ويجمع همه إلى الفكر ، ويصرف سمعه إليه ، ويطرد النوم ، ويزيد في النشاط . ويدل لهذا الجمع حديث أبي داود بسند صحيح ، عن أبي سعيد : [ ص: 353 ] اعتكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد ، فسمعهم يجهرون بالقراءة ، فكشف الستر ، وقال : ألا إن كلكم مناج لربه ، فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفع بعضكم على بعضكم في القراءة .

التالي السابق


الخدمات العلمية