الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون

                                                                                                                                                                                                القسم محذوف تقديره: والله، لئن أكله الذئب : واللام موطئة للقسم، وقوله: إنا إذا لخاسرون : جواب للقسم، مجزئ عن جزاء الشرط، والواو في: "ونحن عصبة": واو الحال، حلفوا له: لئن كان ما خافه من خطفة الذئب أخاهم من بينهم -وحالهم أنهم عشرة رجال، بمثلهم تعصب الأمور وتكفي الخطوب- إنهم إذا لقوم خاسرون، أي: هالكون ضعفا وخورا وعجزا، أو مستحقون أن يهلكوا; لأنه لا غناء عندهم ولا جدوى في حياتهم، أو مستحقون، لأن يدعى عليهم بالخسارة والدمار، وأن يقال: خسرهم الله، ودمرهم حين أكل الذئب بعضهم وهم حاضرون، وقيل: إن لم نقدر على حفظ بعضنا، فقد هلكت مواشينا إذا وخسرناها.

                                                                                                                                                                                                فإن قلت: قد اعتذر إليهم بعذرين، فلم أجابوا عن أحدهما دون الآخر ؟

                                                                                                                                                                                                قلت: هو الذي كان يغيظهم ويذيقهم الأمرين فأعاروه آذانا صما ولم يعبؤوا به.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية