الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ ص: 36 ] الثاني : ما أطلقوه من أن الفعل إذا وقع بيانا يصير حكمه حكم المبين في الوجوب أو الندب ، أثار فيه ابن دقيق العيد بحثا ، وهو أن الخطاب المجمل مبين بأول الأفعال وقوعا ، فإذا تبين بذلك الفعل لم يكن ما وقع بعده بيانا لوقوع البيان بالأول ، فيبقى فعلا مجردا لا يدل على الوجوب .

                                                      مثاله قوله : { وأقيموا الصلاة } وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم { أنه افتتح الصلاة بعد التكبير بدعاء الاستفتاح } ، وفي حديث عائشة ( رضي الله عنها ) { أنه افتتحها بعد التكبير بالفاتحة } فيتعارضان ، اللهم إلا أن يدل دليل على وقوع ذلك الفعل المستدل به بيانا ، فيتوقف الاستدلال بهذه الطريقة على وجود ذلك الدليل ، بل قد يقوم الدليل على خلافه كرواية من رأى فعلا للنبي صلى الله عليه وسلم وسبقنا له . هذه التقاسيم كلها في الأفعال بعد السمع ، وأما أفعاله قبل ورود السمع فحكمها مبني على أنه متعبد بشريعة من قبلنا ، وسيأتي .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية