الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6759 - حدثنا أحمد بن داود الواسطي ، أنا يزيد بن هارون ، أنا مبارك بن فضالة ، عن بكر بن عبد الله المزني ، عن أنس بن مالك قال : لقي أبو طلحة رسول الله صلى الله عليه وسلم طاويا فرجع إلى أهله ، فقال لأم سليم : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم طاويا ، فهل عندك شيء ؟ قالت : مد ، أو نصف مد دقيق شعير قال : فندعو عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصنعت منه قرصا قال أنس : فأرسلني أبو طلحة فقال : اذهب فادع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فقلت : يا رسول الله ، أبو طلحة يدعوك ، فقال لأصحابه : قوموا إلى أبي طلحة ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه بضعة وثمانون من أصحابه ، فقال : ألا قلت له ما عندنا ، قلت : دعوته فقال لهم : قوموا فقال أبو طلحة : إنما هو شيء يسير ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : والله ما هي إلا قرصة رأيتك طاويا فصنعتها لك ، فقال : ائتني بها ، قال : فأتيته بها فوضع القرص في القصعة ، ثم قال : هل عندك شيء ؟ قلت : لا ، إلا أن يكون في العكة شيء يسير ، قال : ائتني بها ، فجئته بها ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعصر حتى خرج على رأس العكة شيء ، فأخذه بإصبعه السباحة ، ثم قال : باسم الله ، ثم مسح به القرص فانتفخ ، ثم عصر أيضا فخرج ، فأخذه بإصبعه ، ثم مسح به القرص ، فانتفخ ، ثم عصر الثالثة ، فخرج منه شيء ، فأخذه بإصبعه ، ثم قال : باسم الله ، ومسح به القرص ، فانتفخ حتى امتلأت القصعة ، فقال : ائذن لعشرة ، فأدخلت عشرة ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وبث أصابعه وسط القصعة - أو قال : فبث أصابعه وسط [ ص: 247 ] القرص - وقال : كلوا باسم الله ، فأكلوا حتى شبعوا ، ثم قال : ادع لي عشرة أخر ، ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم مغيبة في وسط القرص ، وقال : كلوا باسم الله ، فأكلوا حتى شبعوا ، ثم خرجوا ، فما زالوا يدخلون عشرة عشرة ، فيأكلون حتى شبعوا ، وإنهم لبضعة وثمانون رجلا ، وبقي وسط القرص .

وهذا الحديث لا نعلم رواه عن بكر ، عن أنس إلا مبارك بن فضالة .

التالي السابق


الخدمات العلمية