الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
378 - أخبرنا الفريابي ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن أبي بكر المقدمي ، قال : حدثنا معاذ بن معاذ ، قال : حدثنا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، قال : كان أول من تكلم بالقدر بالبصرة معبد الجهني ، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن فلقينا عبد الله بن عمر ، فقلنا إنه قد ظهر قبلنا أناس يقرؤون القرآن ، ويتبعون العلم ، ويزعمون أن لا قدر ، وأن الأمر أنف قال : فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم برئ ، وهم مني برآء ، والذي يحلف به ابن عمر لو أن لأحدهم أحدا ذهبا فأنفقه ما قبله الله حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ، ثم قال : حدثني أبي عمر رضي الله عنه قال : بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، فقال : يا محمد ؛ أخبرني عن الإسلام ؟ [ ص: 798 ] فقال النبي صلى الله عليه وسلم : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم شهر رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ، قال : صدقت ، قال : فعجبنا أنه يسأله ويصدقه ، قال : فأخبرني عن الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال : صدقت ، قال : فأخبرني عن الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، ثم انطلق ، فلبثنا مليا ، ثم قال لي : يا عمر ؛ تدري من السائل ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنه جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم " .

379 - وحدثنا الفريابي - إملاء - قال : حدثنا إسحاق بن راهويه قال : أخبرنا النضر بن شميل ، قال : حدثنا كهمس بن الحسن ، قال : حدثنا عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر - وذكر الحديث بطوله إلى قوله : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، قال : صدقت . . . " وذكر باقي الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية