الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
(2) الثاني من شعب الإيمان ، وهو باب في الإيمان برسل الله صلوات الله عليهم عامة .

اعتقادا وإقرارا إلا أن الإيمان بما عدا نبينا صلى الله عليه وسلم هو الإيمان بأنهم كانوا مرسلين إلى الذين ذكروا لهم أنهم رسل الله إليهم ، وكانوا في ذلك صادقين محقين .

والإيمان بالمصطفى نبينا صلى الله عليه وسلم هو التصديق بأنه نبيه ورسوله إلى الذين بعث فيهم وإلى من بعدهم من الجن ، والإنس إلى قيام الساعة قال الله عز وجل : ( آمنوا بالله ورسوله ) .

فقرن الإيمان برسوله بالإيمان به ، وقال : ( والمؤمنون كل آمن بالله ، وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله ) .

وقال : ( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ، أن يفرقوا بين الله ورسله ) الآية إلى آخرها .

ففي هذه الآية أن الله جل عز وجل جعل الكفر ببعض رسله كفرا بجميعهم ، ثم جعل الكفر بجميعهم كفرا به ، وقال : بعد ذلك : ( والذين آمنوا بالله ورسله ) الآية فثبت أن حسن المآب إنما يكون لمن لم يفرق بين رسل الله عز وجل ، وآمن بجماعتهم " .

وقد روينا في حديث ابن عمر ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الإيمان فقال : " أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر كله خيره وشره " [ ص: 273 ]

[ 123 ] أخبرناه أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو جعفر الرزاز ، حدثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي ، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، حدثنا كهمس بن الحسن قال : سمعت عبد الله بن بريدة يحدث ، عن يحيى بن يعمر ، عن ابن عمر ، عن عمر رضي الله عنهما بذلك أخرجه مسلم في الصحيح من حديث كهمس .

التالي السابق


الخدمات العلمية