الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2421 - ( 5 ) - حديث : { أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها ، وزنت شعر الحسن والحسين ، وزينب وأم كلثوم ، فتصدقت بوزنه فضة }. مالك وأبو داود في المراسيل والبيهقي من حديث جعفر بن محمد ، زاد البيهقي عن أبيه ، عن جده به ، ورواه الترمذي والحاكم من حديث محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي قال : { عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن شاة ، وقال : يا فاطمة احلقي رأسه ، وتصدقي بزنة شعره فضة }. فوزناه ، فكان وزنه درهما أو بعض درهم . وروى البيهقي من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن علي بن الحسين ، عن أبي رافع قال : { لما ولدت فاطمة حسنا قالت : يا رسول الله ألا أعق عن ابني بدم ؟ قال : لا ، ولكن احلقي شعره ، وتصدقي بوزنه من الورق على الأوفاض يعني أهل الصفة }. قال البيهقي : تفرد به ابن عقيل .

( فائدة ) :

الأوفاض بفاء ومعجمة المتفرقون وأصله من رفضت الإبل إذا تفرقت ، وروى الحاكم من حديث علي قال : { أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ، فقال : زني شعر الحسن وتصدقي بوزنه فضة ، وأعطي القابلة رجل العقيقة }. ورواه حفص بن غياث ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه مرسلا . [ ص: 272 ]

( تنبيه )

وهو في سنن أبي داود الروايات كلها متفقة على ذكر التصدق بالفضة ، وليس في شيء منها ذكر الذهب ، بخلاف ما قال الرافعي : إنه يستحب أن يتصدق بوزن شعره ذهبا ، فإن لم يفعل ففضة ، وفي الأحمدين من معجم الطبراني الأوسط في ترجمة أحمد بن القاسم من حديث عطاء ، عن ابن عباس قال : سبعة من السنة في الصبي ، يوم السابع : يسمى ، ويختن ، ويماط عنه الأذى ، ويثقب أذنه ويعق عنه ، ويحلق رأسه ، ويلطخ بدم عقيقته ، ويتصدق بوزن شعر رأسه ذهبا أو فضة . وفيه رواد بن الجراح وهو ضعيف ، وقد تعقبه بعضهم فقال كيف تقول : يماط عنه الأذى ، مع قوله : يلطخ رأسه بدم عقيقته ؟ قلت : ولا إشكال فيه ، فلعل إماطة الأذى تقع بعد اللطخ ، والواو لا تستلزم الترتيب ، وأما زنة شعر أم كلثوم وزينب ، فلم أره .

التالي السابق


الخدمات العلمية