الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 90 - 91 ] باب الوضوء

53 - ( 1 ) - حديث { إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، وفي رواية : ولكل امرئ ما نوى }متفق عليه ، وله ألفاظ ، ومداره على يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن علقمة بن وقاص ، عن عمر بن الخطاب ، ولم يبق من أصحاب الكتب المعتمدة من لم يخرجه سوى مالك ، فإنه لم يخرجه في الموطأ ، وإن كان ابن دحية وهم في ذلك ، فادعى أنه في الموطأ ; نعم رواه الشيخان والنسائي من حديث مالك ، ونقل النووي عن أبي موسى المديني وأقره عليه ، أن الذي وقع في الشهاب " الأعمال بالنيات " بجمعهما مع حذف " إنما " ، لا يصح لها إسناد ، وهو وهم ، فقد رواه كذلك الحاكم في الأربعين له ، من طريق مالك ، وكذا أخرجه ابن حبان من وجه آخر ، في مواضع من صحيحه ، منها في الحادي عشر من الثالث والرابع والعشرين منه ، والسادس والستين منه ، ذكره في هذه المواضع بحذف " إنما " ، وكذا رواه البيهقي في المعرفة ، بل وفي البخاري من طريق مالك : " الأعمال بالنية " بحذف " إنما " ، لكن بإفراد النية ، وقال الحافظ [ ص: 92 ] أبو سعيد محمد بن علي الخشاب : رواه عن يحيى بن سعيد نحو من مائتين وخمسين إنسانا . وقال الحافظ أبو موسى : سمعت عبد الجليل بن أحمد في المذاكرة يقول : قال أبو إسماعيل الهروي عبد الله بن محمد الأنصاري : كتبت هذا الحديث عن سبعمائة نفر من أصحاب يحيى بن سعيد . قلت : تتبعته من الكتب والأجزاء ، حتى مررت على أكثر من ثلاثة آلاف جزء ، فما استطعت أن أكمل له سبعين طريقا ، وقال البزار والخطابي وأبو علي بن السكن ومحمد بن عتاب وابن الجوزي وغيرهم : إنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن عمر بن الخطاب .

وروى ابن عساكر في ترجمة إبراهيم بن محمود بن حمزة النيسابوري بسنده إليه ، قال : ثنا أبو هبيرة محمد بن الوليد الدمشقي ، قال : ثنا أبو مسهر ، ثنا يزيد بن السمط ، ثنا الأوزاعي ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أنس فذكره ، وقال : غريب جدا ، والمحفوظ عن محمد بن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عمر . وقد ذكر ابن منده في مستخرجه أنه رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين نفسا ، وساقها ، وقد تتبعها شيخنا أبو الفضل بن الحسين الحافظ ، في النكت التي جمعها على ابن الصلاح وأظهر أنها في ( مطلق ) النية ، لا بهذا اللفظ ، نعم وزاد عليها عدة أحاديث في المعنى ، وهو مفيد فليراجع منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية