الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      صفحة جزء
      التعريف بموضوع الكتاب


      وبعد هذا النظم في الأصول لمن أراد منهج الرسول     سألني إياه من لا بد لي
      من امتثال سؤله الممتثل

      .

      ( وبعد ) تقدم الكلام عليه قريبا ، أي وبعد الشهادتين ، والصلاة والسلام على محمد - صلى الله عليه وسلم - وآله وصحبه ، ( هذا النظم ) الألف واللام للعهد الحضوري ، موضوعه ( في الأصول ) ، والمراد بها هنا أصول الدين من الإيمان بالله - عز وجل - وأسمائه وصفاته ، وملائكته وكتبه ، ورسله واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره ، وأركان الإسلام : الشهادتين ، والصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، وما يتعلق بكل منها ، والكلام على رسالة نبينا محمد وما يتعلق بها ، والكلام في مسألة الخلافة ، والاعتصام بالكتاب والسنة ، وما تحتوي عليه كل مسألة من ذلك ، وسترى - إن شاء الله تعالى - تبيانها مفصلا ( لمن أراد ) من المؤمنين ( منهج الرسول ) : سبيله ومسلكه ، وهو ما عليه أهل السنة والجماعة . ( سألني . . . إلخ ) البيت بين واضح .


      فقلت مع عجزي ومع إشفاقي     معتمدا على القدير الباقي

      .

      ( قلت ) جواب ( سألني ) ، ( مع عجزي ) عدم قدرتي على ذلك ، ( ومع إشفاقي ) خوفي من الغلط في هذا الباب الذي المسألة منه أكبر من الدنيا وما فيها ، وذلك [ ص: 77 ] لقصر باعي وقلة اطلاعي ، والذي قوى عزمي على ذلك هو كوني ( معتمدا ) أي متوكلا ( على القدير ) الذي لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض ، ( الباقي ) الذي كل شيء هالك إلا وجهه ، له الحكم وإليه ترجعون ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية