الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      صفحة جزء
      الطائفة الثانية : الحلولية الذين يزعمون أن معبودهم في كل مكان بذاته ، وينزهونه عن استوائه على عرشه ، وعلوه على خلقه ، ولم يصونوه عن أقبح الأماكن وأقذرها ، وهؤلاء هم قدماء الجهمية الذين تصدى للرد عليهم أئمة الحديث كأحمد بن حنبل وغيره ، ولهذا قال جهم بن صفوان لما ناظره السمنية في ربه وحار في ذلك ، ففكر وقدر فقتل كيف قدر ، ثم قتل كيف قدر ، فقال : هو هذا الهواء الذي هو في كل مكان ، وكذلك كان يقول كثير من أتباعه ، ولم يكن ولا هم يريدون ذلك ، وإنما كانوا يتوسلون به إلى السلب المحض والتعطيل الصرف ، كما فهمه منهم أئمة الإسلام - رحمهم الله - كلما أفصحوا به من نفي أسماء الباري وصفاته وكلامه ، ورؤيته في الدنيا والآخرة ، وأفعاله وحكمته ، وغير ذلك كما تقدم حكايته عنهم قريبا ، ورد شبهاتهم الداحضة .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية