الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
واليهود مجمعة أنه لم تظهر له معجزة ولا بدت منه لهم آية غير أنه طار يوما ، وقد هموا بأخذه فطار على أثره آخر منهم ، فعلاه في طيرانه فسقط إلى الأرض بزعمهم .

[ ص: 530 ] وفي الإنجيل الذي بأيديكم في غير موضع ما يشهد أنه لا معجزة له ولا آية فمن ذلك أن فيه منصوصا إن اليهود قالوا له يوما : ماذا تفعل حتى ننتهي به إلى أمر الله ، قال : أن تؤمنوا بمن بعثه ، قالوا له : وما آيتك التي ترينا ونؤمن بك ، وأنت تعلم أن آباءنا قد أكلوا المن والسلوى بالمفاوز ؟

قال : إن كان أطعمكم موسى خبزا فأنا أطعمكم خبزا سماويا ، يريد نعيم الآخرة ولو عرفوا له معجزة ما قالوا ذلك .

وفي الإنجيل الذي بأيديكم أن اليهود قالت له : ما آيتك التي نصدقك بها ؟ قال : اهدموا البيت أبنيه لكم في ثلاثة أيام ، فلو كانت اليهود تعرف له آية لم تقل هذا ، ولو كان قد أظهر لهم معجزة لذكرهم بها حينئذ .

وفي الإنجيل الذي بأيديكم أيضا : أنهم جاءوا يسألونه آية فقذفهم ، فقال : إن القبيلة الفاجرة الخبيثة آية ، فلا تعطى ذلك .

وفيه أيضا أنهم كانوا يقولون له وهو على الخشبة بظنهم : إن كنت المسيح فأنزل نفسك نؤمن بك ، يطلبون بذلك آية فلم يفعل .

فإذا كفرتم معاشر المثلثة عباد الصليب بالقرآن لم يتحقق لعيسى ابن مريم آية ولا فضيلة ، فإن أخباركم عنه وأخبار اليهود لا يلتفت إليها ، لاختلافكم في شأنه أشد الاختلاف وعدم يقينكم لجميع أموره .

وكذلك اليهود اجتمعت على أنه لم يدع شيئا من الإلهية التي نسبتم إليه أنه ادعاها .

التالي السابق


الخدمات العلمية