الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قال : وللمراد ثلاث درجات : الأولى : أن يعصم العبد . وهو مستشرف للجفاء ، اضطرارا بتنغيص الشهوات ، وتعويق الملاذ ، وسد مسالك المعاطب عليه إكراها .

يعني : أن العبد إذا استشرفت نفسه للجفاء بينه وبين سيده - بموافقة شهواته - عصمه سيده اضطرارا ، بأن ينغص عليه الشهوات . فلا تصفو له ألبتة . بل لا ينال ما ينال منها إلا مشوبا بأنواع التنغيص ، الذي ربما أربى على لذتها واستهلكها ، بحيث تكون اللذة في جنب التنغيص كالخلسة والغفوة ، وكذلك يعوق الملاذ عليه بأن يحول بينه وبينها ، حتى لا يركن إليها ، ولا يطمئن إليها ويساكنها . فيحول بينه وبين أسبابها . [ ص: 425 ] فإن هيئت له قيض له مدافع يحول بينه وبين استيفائها ، فيقول : من أين دهيت ؟ وإنما هي عين العناية والحمية والصيانة .

وكذلك يسد عنه طرق المعاصي . فإنها طرق المعاطب . وإن كان كارها ، عناية به ، وصيانة له .

التالي السابق


الخدمات العلمية