الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                وإن كان فائت الحج قارنا فإنه يطوف للعمرة ويسعى لها ثم يطوف طوافا آخر ; لفوات الحج ويسعى له ويحلق أو يقصر ، وقد بطل عنه دم القران ، أما الطواف للعمرة والسعي لها فلأن القارن محرم بعمرة وحجة ، والعمرة لا تفوت ، لأن جميع الأوقات وقتها ، فيأتي بها كما يأتي المدرك للحج .

                                                                                                                                وأما الطواف والسعي للحج ، فلأن الحجة قد فاتته في هذه السنة بعد الشروع فيها ، وفائت الحج بعد الشروع فيه لا يتحلل بأفعال العمرة فيطوف ويسعى ويحلق أو يقصر .

                                                                                                                                وأما سقوط دم القران يجب للجمع بين العمرة والحج ولم يوجد فلا يجب ويقطع التلبية إذا أخذ من الطواف الذي يتحلل به على ما ذكرنا فيما تقدم ، وإن كان متمتعا ساق الهدي بطل تمتعه ، ويصنع كما يصنع القارن ; لأن دم المتعة يجب للجمع بين العمرة والحجة ، ولم يوجد الجمع لأن الحجة فاتته .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية