الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  زوال الغضب بالرياضة وغيرها :

                                                                  اعلم أنه ما دام الإنسان يحب شيئا ويكره شيئا فلا يخلو من الغيظ والغضب ؛ لأنه من مقتضى الطبع ، إلا أنه قد تفيد الرياضة في محو قوته ، وذلك بالمجاهدة ، وتكلف الحلم ، والاحتمال مدة حتى يصير الحلم والاحتمال خلقا راسخا ، فالرياضة ليست لينعدم غيظ القلب ؛ لأنه غير ممكن ، ولكن ليستعمله على حد يستحبه الشرع ويستحسنه العقل ، وذلك بكسر سورته وتضعيفه حتى لا يشتد هيجان الغيظ في الباطن ، وينتهي ضعفه إلى أن لا يظهر أثره في الوجه .

                                                                  وقد يتصور فقد الغيظ بغلبة نظر التوحيد ، أو بأن يعلم أن الله يحب منه أن لا يغتاظ ، فتطفئ شدة حبه لله تعالى غيظه ، أو بأن يشتغل القلب بضروري أهم من الغضب ، فلا يكون في القلب متسع للغضب لاشتغاله بغيره ، فإن استغراق القلب ببعض المهمات يمنع الإحساس بما عداه .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية