الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

حاشية الدسوقي على الشرح الكبير

الدسوقي - محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي

صفحة جزء
( وأجل المعترض ) الحر الثابت لزوجته عليه خيار بأن لم يسبق له فيها وطء ( سنة ) قمرية لعلاجه ( بعد الصحة ) من مرض غير الاعتراض أي إذا كان به مرض غيره [ ص: 282 ] فإنه يؤجل بعد الصحة منه سنة ( من يوم الحكم ) لا من يوم الرفع ; لأنه قد يتقدم عن يوم الحكم فإن لم يترافعا وتراضيا على التأجيل فمن يوم التراضي ( وإن مرض ) بعد الحكم جميع السنة أو بعضها كأن يقدر في مرضه هذا علاج أو لا ولا يزاد عليها بل يطلق عليها ( و ) أجل ( العبد نصفها ) أي نصف السنة .

التالي السابق


( قوله : المعترض ) بفتح الراء اسم مفعول أي الشخص الذي اعترضه المانع فمنعه من الوطء ، إذ الأصل عدمه وإنما يكون لعارض يعرض كسحر أو خوف أو مرض .

( قوله : بأن لم يسبق له فيها وطء ) سواء كان اعتراضه قديما أو حادثا أي وأما التي سبق له وطء لها ، ولو مرة فلا خيار لها فيه وحينئذ فلا يؤجل كما مر في قوله لا بكاعتراض .

( قوله : لعلاجه ) [ ص: 282 ] علة لقوله أجل .

( قوله : فإنه يؤجل بعد الصحة منه ) أي لأن المرض قد يمنع من البرء مما هو قائم به من الاعتراض .

( قوله : من يوم الحكم ) أي وابتداؤها من يوم الحكم حالة كونه واقعا بعد الصحة .

( قوله : ولا يزاد عليها ) أي لأجل المرض الذي حصل فيها .

( قوله : بل يطلق عليه ) أي بمجرد فراغها وهو قول ابن القاسم ومقتضى التعليل السابق أنه يزاد عليها بقدر زمن مرضه وبه قال ابن رشد إن كان المرض شديدا ، وقال أصبغ : إن عم المرض السنة استؤنفت له ، وإن مرض بعضها فلا يزاد بقدر زمانه .

( قوله : والعبد نصفها ) قال المتيطي في النهاية واختلف في الأجل للعبد فقيل كالحر قاله أبو بكر بن الجهم قال في الكافي ونقل عن مالك وقاله جمهور الفقهاء وقيل : ستة أشهر وهو قول مالك ومذهب المدونة وبه الحكم قال اللخمي والأول أبين ; لأن السنة جعلت ليختبر في الفصول الأربعة فقد ينفع الدواء في فصل دون فصل وهذا يستوي فيه الحر والعبد




الخدمات العلمية