الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

حاشية الدسوقي على الشرح الكبير

الدسوقي - محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي

صفحة جزء
( و ) شدد عليه أيضا ( في ) نسبة شيء ( قبيح ) من قول أو فعل ( لأحد ذريته عليه السلام ) ( مع العلم به ) وذريته عليه السلام انحصرت في أولاد فاطمة الزهراء وأما آل البيت من غيرها مع العلم بهم فالظاهر أنه كذلك ( كأن انتسب له ) أي للنبي عليه السلام بغير حق بالقول أو بفعل كأن يتعمم بعمامة خضراء ( أو احتمل قوله : ) الانتساب كأن يقول معرضا بنفسه من أشرف من ذريته عليه السلام وقال لمن آذاه أنت شأنك تؤذي آل البيت ( أو شهد عليه ) بالسب ( عدل ) فقط ( أو لفيف ) من الناس أي غير مقبولين في شهادتهم ( فعلق ) بسبب ذلك ( عن القتل ) أي لم يقتل لعدم تمام الشهادة بمن ذكر فيشدد عليه في الأدب .

التالي السابق


( قوله : في نسبة شيء قبيح إلخ ) أي كما إذا نسبه للتعريص أو للعوانة عند الظلمة أو للكذب مثلا ( قوله : مع العلم به ) أي مع العلم بأنه من ذريته ( قوله : بالقول ) أي بأن يقول أنا شريف من ذريته عليه السلام .

( قوله : كأن يتعمم بعمامة خضراء ) فإذا تعمم بها غير شريف فإنه يؤدب ; لأن ذلك استخفاف بحقه عليه السلام واعلم أن لبس العمامة الخضراء في الأصل لمن كان شريفا من أبيه وقد قصرها عليه السلطان الأشرف وحينئذ فلا يجوز لمن هو شريف من أمه لبسها وأدب ، إلا أن العرف الآن قد جرى بلبسه لها وعمت البلوى بذلك فلا أدب عليه ، وإن كان لا ينبغي له لبسها كذا قرر شيخنا العدوي .

( قوله : أو احتمل قوله : الانتساب ) أي له عليه السلام وقوله : كأن يقول إلخ أي جوابا لمن قال له أنت شريف وإنما كان قوله : المذكور محتملا لا صريحا في الانتساب له صلى الله عليه وسلم لاحتمال أن يكون قصد القائل هضم نفسه وأن ذريته عليه السلام هم الذين لهم مزيد الشرف ولم يقصد الانتساب له




الخدمات العلمية