الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            فصل

            رعي الغنم لم يكن صفة نقص في الزمن الأول ، لكن حدث العرف بخلافه ، ولا يستنكر ذلك فرب حرفة ، هي نقص في زمان دون زمان ، وفي بلد دون بلد ، ويشهد لذلك كلام الفقهاء في الكفاءة في النكاح ، وفي المروءة في الشهادات ، والمسألة مسطورة [ ص: 283 ] حتى في المنهاج ، ثم إن الخصم لم يخرج هذه الكلمة إلا مخرج الشتم والتنقيص ، حيث قال : وأنت يا راعي المعزى ، صار لك كلام ، ومثل هذا الموطن لا يحتج فيه بأحوال الأنبياء أبدا ، خصوصا بين العوام ، هذا لا يقوله من يعلم أنه يلقى الله تعالى .

            وقد تذكرت هنا نكتة لطيفة : قال الشيخ تاج الدين بن السبكي في الترشيح : كنت يوما في دهليز دارنا في جماعة ، فمر بنا كلب يقطر ماء يكاد يمس ثيابنا فنهرته ، وقلت : يا كلب يا ابن الكلب ، وإذا بالشيخ الإمام - يعني والده الشيخ تقي الدين السبكي - يسمعنا من داخل ، فلما خرج قال : لم شتمته ؟ فقلت : ما قلت إلا حقا أليس هو بكلب ابن كلب ؟ فقال : هو كذلك إلا أنك أخرجت الكلام في مخرج الشتم والإهانة ولا ينبغي ذلك ، فقلت : هذه فائدة لا ينادى مخلوق بصفته إذا لم يخرج مخرج الإهانة - هذا لفظه في الترشيح .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية