الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ذكر الآثار عن الصحابة فمن بعدهم .

            أخرج الطبراني عن يعلى بن مرة الثقفي قال : " اطليت يوما ثم تخلقت بزعفران ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فناولته يدي ، فقلت : يا رسول الله ، صل علي ، فقال : ما هذا الذي على يدك ؟ قلت : إني تنورت ثم تخلقت ، فقال : ألك امرأة ؟ قلت : لا ، قال : ألك سرية ؟ قلت : لا ، قال : فانطلق فاغسله ثم اغسله ثلاث مرات ، فانطلقت فاغتسلت ثلاث مرات ، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصلى علي " . وأخرج مسدد في مسنده والطبراني في الكبير بسند رجاله رجال الصحيح عن ابن عمر أنه كان يدخل الحمام فينوره صاحب الحمام ، فإذا بلغ حقوه قال لصاحب الحمام : اخرج .

            وأخرج البيهقي في سننه عن محمد بن زياد الألهاني قال : كان ثوبان جارا لنا ، وكان يدخل الحمام ويتنور .

            [ ص: 406 ] وأخرج البيهقي من طريق أسامة بن زيد الليثي عن نافع قال : كان عبد الله بن عمر يطلي فيأمرني أطليه ، حتى إذا بلغ سفلته وليها هو ، وأخرج الخرائطي عن مكحول قال : لما قدم أبو الدرداء وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الشام دخلوا الحمامات واطلوا بالنورة ، وأخرج البيهقي من طريق عبد الله بن عمر ، عن نافع ، أن ابن عمر كان لا يدخل الحمام ، وكان يتنور في البيت ويلبس إزارا ، ويأمرني أطلي ما ظهر منه ، ثم يأمرني أن أؤخر عنه فيلي فرجه ، وأخرج عبد الرزاق عن أم كلثوم قالت : أمرتني عائشة فطليتها بالنورة ، ثم طليتها بالحناء على أثرها ما بين قرنها إلى قدمها ، من حصباء كانت بها ، وقال ابن أبي شيبة في المصنف : حدثنا مالك بن إسماعيل ، عن كامل ، عن حبيب قال : دخل الحمام عطاء وطاووس ومجاهد ، فاطلوا فيه ، وحدثنا أبو أسامة عن عمر بن حمزة أن سالما اطلى مرة .

            وأخرج ابن عساكر عن أبي عثمان والربيع وأبي حارثة قال : بلغ عمر أن خالد بن الوليد دخل الحمام فتدلك بعد النورة بخبز عصفر معجون بخمر ، فكتب إليه : بلغني أنك تدلكت بخمر ، وأن الله قد حرم ظاهر الخمر وباطنها ، وقد حرم مس الخمر كما حرم شربها ، فلا تمسوها أجسامكم فإنها نجس .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية