الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            مسألة : في قول القاضي عياض في الفصل الخامس عقب الكلام على آيات النجم : اشتملت هذه الآيات على إعلام الله تعالى بتزكية جملته صلى الله عليه وسلم ، وعصمتها من الآفات في هذا المسرى ، فزكى فؤاده ولسانه وجوارحه . وقع في بعض النسخ : فزكى قلبه بقوله تعالى ( ما كذب الفؤاد ) الآية - بالفاء ، وفي بعضها بالواو ، فهل يتعين الإتيان بالفاء أو الواو ؟ فإن قلتم بالأول فما وجهه ، أو بالثاني فما وجهه ؟

            الجواب : يتعين في مثل التعبير بالفاء وهي تفسيرية ، ولا يجوز التعبير بالواو ، ومن أمعن النظر في القرآن ، والحديث ، وكلام العرب ، والعلماء ، والبلغاء ، لم يمتر في ذلك ، فمن أمثلة ذلك قوله تعالى : ( أهلكناها فجاءها بأسنا ) فإن قوله : ( فجاءها بأسنا ) تفسير لأهلكنا والفاء تفسيرية . وفي صحيح البخاري أنهم شكوا سعدا فشكوا أنه لا يحسن أن يصلي ، قال شراحه : الفاء هنا تفسيرية ، وقال جماعة في قوله تعالى : ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ) إن الفاء في " فاقتلوا " تفسيرية ; لأن توبتهم كانت نفس القتل ، وكذا قول صاحب " الشفاء " : فزكى قلبه بقوله . . . إلى آخره -تفسير لقوله قبله : فزكى فؤاده ، وقوله : فزكى فؤاده ولسانه وجوارحه - تفسير لقوله : اشتملت هذه الآيات على إعلام الله بتزكية جملته . والتعبير في مثل ذلك بالواو مخل بالمعنى ، والله أعلم .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية