الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا أبو العباس السراج ، قال : سمعت أحمد بن الوليد ، يقول : سمعت المسيب بن واضح يقول : سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول : " ابن المبارك إمام المسلمين ، قال : ورأيته قاعدا بين يديه يسائله " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا أبو العباس السراج ، حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي ، قال : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام ، يقول : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، يقول : " ما رأت عيناي مثل سفيان ، ولا أقدم على عبد الله بن المبارك أحدا " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا أبو العباس السراج ، ثنا أحمد بن سعيد الدارمي ، قال : سمعت هارون بن معروف ، عن بشر بن السري ، قال : قال عبد الرحمن بن مهدي : " ابن المبارك آدب عندنا من سفيان " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا أبو العباس الثقفي ، ثنا أحمد بن الوليد ، قال : سمعت المسيب بن واضح ، يقول : سمعت المعتمر بن سليمان ، يقول : " ما رأيت مثل ابن المبارك ، تصيب عنده الشيء الذي لا تصيبه عند أحد " .

              حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المعدل ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ، ثنا الفضل بن محمد البيهقي ، سمعت سعيد بن زاذان ، يقول : سمعت سعيد بن حرب ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " لو جهدت جهدي أن أكون في السنة ثلاثة أيام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر " .

              حدثنا محمد بن علي قال : سمعت أحمد بن محمد بن إبراهيم ، يقول : سمعت أبا إسماعيل الترمذي ، يقول : سمعت إسماعيل بن مسلمة القاضي ، يقول : سمعت محمد بن المعتمر بن سليمان ، يقول : " قلت لأبي : يا أبت من فقيه العرب ؟ قال : سفيان الثوري ، فلما مات سفيان الثوري ، قلت لأبي : من فقيه العرب ؟ قال : عبد الله بن المبارك " .

              [ ص: 164 ] حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي ، ثنا محمد بن نوح الرقي ، ثنا عبيد الله بن محمد الفقيه ، ثنا خالد بن خداش ، قال : سمعت ابن المبارك ، يقول : " اللهم لا تمتني بهيت ، فمات بهيت رحمه الله " .

              حدثنا أبو المظفر منصور بن أحمد بن ممية المعدل ، ثنا أبو بكر الصولي ، عن بعضهم قال : ورد على أمير المؤمنين الرشيد كتاب صاحب الحيرة من هيت أنه مات رجل بهذا الموضع غريب ، فاجتمع الناس على جنازته ، فسألت عنه فقالوا : عبد الله بن المبارك الخراساني ، فقال الرشيد : إنا لله وإنا إليه راجعون ، يا فضل - للفضل بن الربيع وزيره - ائذن للناس من يعذرنا في عبد الله بن المبارك ، فأظهر الفضل تعجبا ، فقال : ويحك ! إن عبد الله هو الذي يقول :

              الله يدفع بالسلطان معضلة عن ديننا رحمة منه ورضوانا     لولا الأئمة لم يأمن لنا سبل
              وكان أضعفنا نهبا لأقوانا



              من سمع هذا القول من مثل ابن المبارك مع فضله وزهده وعظمه في صدور العامة ، ولا يعرف حقنا " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت محمود بن أبي المضاء الحلبي ، يقول : سمعت عبد الرحمن بن عبيد الله ، يقول : كنا عند الفضيل بن عياض فجاء فتى - في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين - فنعى إليه ابن المبارك ، فقال : " رحمه الله ، أما إنه ما خلف بعده مثله " ، قال : وقال أبو إسحاق الفزاري : " إني لأمقت نفسي على ما أرى بها من قلة الاكتراث لموت ابن المبارك " .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا إسحاق بن أحمد ، قال : سمعت سعيد بن عيسى ، يقول : سمعت أبا داود ، يقول : قلت لابن المبارك : من تجالس بخراسان ؟ قال : أجالس شعبة وسفيان ، قال أبو داود : يعني أنظر في كتبهما " .

              حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الموصلي ، ثنا عبد الصمد بن يزيد قال : سمعت شقيق بن إبراهيم البلخي ، يقول : قيل لابن المبارك : إذا صليت معنا لم لا تجلس معنا ؟ قال : " أذهب مع الصحابة والتابعين ، قلنا له : ومن أين الصحابة والتابعون ؟ قال : أذهب أنظر في علمي ، فأدرك آثارهم وأعمالهم ، [ ص: 165 ] فما أصنع معكم ؟ أنتم تغتابون الناس ، فإذا كان سنة ثمانين فالبعد من كثير من الناس أقرب إلى الله ، وفر من الناس كفرارك من الأسد ، وتمسك بدينك يسلم لك مجهودك " .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا سلم بن عصام ، ثنا رسته الطالقاني قال : قام رجل إلى ابن المبارك فقال : يا أبا عبد الرحمن في أي شيء أجعل فضل يومي ، في تعلم القرآن ، أو في طلب العلم ؟ فقال : " هل تقرأ من القرآن ما تقيم به صلاتك ؟ قال : نعم ، قال : فاجعله في طلب العلم الذي يعرف به القرآن " .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا إسحاق بن أحمد ، ثنا ابن رزمة ، ثنا عبدان ، قال : سمعت ابن المبارك ، يقول : " ليكن الذي تعتمدون عليه هذا الأثر ، وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية