الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              460 - علي بن بكار

              قال الشيخ أبو نعيم رحمه الله تعالى : ومنهم المرابط الصبار المجاهد الكرار علي بن بكار - رحمه الله تعالى ، سكن المصيصة مرابطا ، صحب إبراهيم بن أدهم وأبا إسحاق الفزاري ، ومخلد بن الحسين .

              [ ص: 318 ] حدثنا محمد بن محمد بن عبيد الجرجاني ، ثنا محمد بن المسيب الأرغياني ، ثنا عبد الله بن خبيق ، قال : قال لي علي بن بكار سنة ست ومائتين : " أين تسكن ؟ " قلت : بأنطاكية ، قال : " الزم بيتك فإذا كانت لك حاجة فاقصد قضاء حاجتك فما دمت تخرج من بيتك إلى سوقك لا يلقاك من يلطم عينك فليس لحالك بأس " .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن روح ، ثنا عبد الله بن خبيق ، قال : سمعت موسى بن طرفة ، يقول : كانت الجارية تفرش لعلي بن بكار فيلمس بيده ، ويقول : " والله إنك لطيب والله إنك لبارد والله لا علوتك ليلتي ، فكان يصلي الغداة بوضوء العتمة " .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا يحيى بن خلف التستري ، ثنا عباس بن محمد بن حاتم ، ثنا خالد بن تميم ، قال : سئل علي بن بكار عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله " قال : أن لا يجعلك الله والفجار في دار واحدة .

              حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، حدثني أحمد بن عبد الله بن سليمان ، ثنا زكريا بن يحيى - قاضي عين زربة - ثنا أبو بكر المقابري ، قال : دخلت على علي بن بكار وهو ينقي شعيرا لفرسه ، فقلت : يا أبا الحسن أما لك من يكفيك هذا ؟ فقال لي : " كنت في بعض المغازي ، وواقعنا العدو وانهزم المسلمون وانهزمت معهم ، وقصر بي فرسي ، فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فقال الفرس : نعم إنا لله وإنا إليه راجعون حيث تتكلم علي فلا تنقي علفي ، فضمنت أن لا يليه غيري " .

              حدثنا العثماني ، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد البغدادي ، ثنا علي بن سهل ، قال : سمعت أبا الحسن بن أبي الورد ، يقول ، قال رجل : أتينا علي بن بكار ، فقلنا له : حذيفة المرعشي يقرأ عليك السلام ، فقال : " عليكم وعليه السلام ، إني لأعرفه يأكل الحلال منذ ثلاثين سنة ، ولأن ألقى الشيطان عيانا أحب إلي من أن [ ص: 319 ] يلقاني وألقاه " قلت له في ذلك ، فقال : " أخاف أن أتصنع له فأتزين لغير الله فأسقط من عين الله " .

              ومما أسند :

              حدثنا محمد بن معمر ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا المسيب بن واضح ، ثنا علي بن بكار ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة ، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة " .

              حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا علي بن بكار أبو الحسن المصيصي ، ثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي عطية ، - قال الحضرمي كذا ، قال : وإنما هو أبو طيبة - عن عمرو بن عتبة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يبيت طاهرا على ذكر فيتعار من الليل فيقوم فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه " .

              حدثنا محمد بن علي بن عاصم ، ثنا أحمد بن عبيد الله الدارمي الأنطاكي ، ثنا علي بن بكار ، ثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله عتقاء في كل يوم وليلة عبيدا وإماء يعتقهم من النار ، وإن لكل مسلم دعوة مستجابة يدعوها فيستجيب له " .

              حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمد ، ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ، ثنا علي بن بكار ، ثنا أبو خالد ، عن أبي العالية ، عن عمر بن الخطاب ، قال : " تعلموا القرآن خمسا خمسا " .

              حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن هارون بن روح البردعي ببغداد ، ثنا علي بن بكار المصيصي ، ثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن ليث ، عن أبي أسوع ، عن أبي ليلى ، مولى الأنصاري ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر فتيان الأنصار فيحرقون على قوم بيوتهم لا يشهدون الصلاة " .

              [ ص: 320 ] حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن بركة ، ثنا علي بن بكار ، ثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، قال : قرأ الناس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة جهر فيها بالقراءة ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته أقبل عليهم فقال : " هل قرأ منكم معي أحد آنفا ؟ " قالوا : نعم ، يا رسول الله : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني أقول : ما لي أنازع القرآن ؟ " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن بركة ، ثنا علي بن بكار ، ثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن سفيان ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ح وعن سلمة ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر عنده رجل نام فلم يستيقظ حتى أصبح ، فقال " ذاك رجل بال الشيطان في أذنه أو قال في أذنيه " .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن بركة الحلبي ، ثنا علي بن بكار ، ثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن سفيان الثوري ، عن عثمان ، عن زاذان ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة لا يهولهم الفزع ولا الحساب حتى يحشروا إلى الجنة على كثبان من مسك أسود : رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله ، ثم أم به قوما وهم به راضون ، ورجل راع في خمس صلوات بالليل والنهار ابتغاء وجه الله ، ومملوك لم يمنعه الرق عن طلب ما عند الله " .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن بركة ، ثنا علي بن بكار ، عن يزيد بن السمط ، عن الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الرجاء ، عن أمه عمرة ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث ساعات للمرء المسلم ما دعا فيهن إلا استجيب له ما لم يسأل قطيعة رحم أو مأثما " قالت : فقلت : يا رسول الله ، أية ساعة ؟ قال : " حين يؤذن المؤذن بالصلاة حتى يسكت ، وحين يلتقي الصفان حتى يحكم الله بينهما ، وحين ينزل المطر حتى يسكن " قالت : قلت : كيف أقول يا رسول الله حين أسمع المؤذن ؟ علمني مما علمك الله واجهد ، قال : " تقولين كلما كبر الله يقول : الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا [ ص: 321 ] الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، وكفى من لم يشهد ثم صلي علي وسلمي ، ثم اذكري حاجتك " . قالت : يا عمرة ، إن دعوة المؤمن لا تذهب عن ثلاث ، ما لم يسأل قطيعة رحم أو مأثما ; إما أن يجعل له فيعطى ، وإما أن يكفر عنه ، وإما أن يدخر له .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن بركة ، ثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، قال : قدمت المدينة فنزلت قريبا من منزل جابر بن عبد الله ، فحدثنا قال : كان منزلنا بعيدا من منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت بقاع قريبة من المسجد ، فأردنا أن نتحول إليها فنبني فيها لبعد منزلنا من المسجد ، وهو على ميل من سلع ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه ، فقال : " دياركم فإنما تكتب آثاركم " .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن بركة ، ثنا أبو إسحاق الفزاري ، ثنا علي بن بكار ، ثنا إبراهيم بن الفزاري ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن يزيد بن أبي لهم ، عن أبي الجوزاء ، عن الحسن بن علي ، قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول هؤلاء الكلمات في الوتر : " اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، ولا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت " .

              حدثنا محمد ، ثنا محمد ، ثنا علي بن بكار ، ثنا إبراهيم بن محمد الفزاري ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن العيزار بن حريث ، عن أبي نصير ، قال : قال أبي بن كعب : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الغداة فلما سلم نظر في وجوه القوم ، ثم قال : " أشاهد فلان ؟ " قالوا : نعم ولم يحضر ، قال : " إن أثقل الصلوات في المنافقين صلاة الفجر وصلاة العشاء ، ولو علموا ما فيهما لأتوهما حبوا ، وإن الصف الأول لعلى مثل صفوف الملائكة ، ولو علمتم ما فيه لابتدرتموه ، وإن صلاتك مع رجل أفضل من صلاتك وحدك ، وصلاتك مع رجلين أزكى من صلاتك مع رجل ، وما كثر فهو أحب إلى الله عز وجل " .

              حدثنا محمد ، ثنا علي بن بكار ، ثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن أبي عروبة ، [ ص: 322 ] عن أبي محمد ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، قال : " في كل الصلاة نقرأ كما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أسمعناكم ، وما أخفى علينا أخفيناه عليكم " .

              حدثنا محمد ، ثنا محمد ، ثنا علي بن بكار ، ثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن الأوزاعي ، عن عمرو بن سعيد ، عن رجاء بن حيوة ، عن عبادة بن الصامت ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتقرءون القرآن إذ كنتم معي في الصلاة ؟ " قال : قلنا : نعم يا رسول الله ، قال : " فلا تفعلوا إلا بأم القرآن " .

              حدثنا محمد ، ثنا علي ، ثنا أبو إسحاق ، عن الأعمش ، عن سفيان بن سلمة ، عن عبد الله ، قال : كنا إذا قعدنا في الصلاة قلنا : السلام على الله قبل عباده ، السلام على جبريل وميكائيل ، السلام على فلان وفلان ، فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إن الله هو السلام ، فإذا قعدتم فقولوا : التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فإنكم إذا قلتم ذلك أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنمحمدا عبده ورسوله ، ثم يتخير بعد من الدعاء ما شاء " .

              حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد المفتولي ، ثنا حاجب بن أركين ، ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ، ثنا علي بن بكار ، ثنا أبو أمية بن يعلى ، عن سعيد المقبري ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عاشوراء يوم التاسع " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية