الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن محمد المعيني الأصبهاني ، ثنا زيد بن الحريش ، ثنا يعقوب بن محمد ، ثنا حصين بن حذيفة ، قال : أخبرني أبي وعمومتي ، عن سعيد بن المسيب ، عن صهيب ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وخرج معه أبو بكر ، وكنت قد هممت بالخروج معه وصدني فتيان من قريش فجعلت ليلتي تلك أقوم لا أقعد ، وقالوا : قد شغله الله عز وجل عنكم ببطنه ولم أكن شاكيا ، فقاموا فخرجت فلحقني منهم ناس بعد ما سرت يريدون ردي ، فقلت لهم : هل لكم أن أعطيكم أواقي من ذهب وحلتين لي بمكة وتخلون سبيلي وتوثقون لي . ففعلوا . فتبعتهم إلى مكة ، فقلت : احفروا تحت أسكفة الباب ، فإن تحتها الأواقي واذهبوا إلى فلانة بآية كذا وكذا فخذوا الحلتين ، فخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء قبل أن يتحول منها ، فلما رآني قال : يا أبا يحيى ، ربح البيع ثلاثا ، فقلت : يا رسول الله ما سبقني إليك أحد ، وما أخبرك إلا جبريل عليه السلام .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن إبراهيم بن شبيب الغسال الأصبهاني ، ثنا هارون بن عبد الله ، ثنا محمد بن الحسن بن زبالة ، حدثني علي بن عبد الحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن صهيب رضي الله تعالى عنه ، أن المشركين لما أطافوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا على الغار وأدبروا ، قال : واصهيباه ولا صهيب لي ، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج بعث أبا بكر مرتين - أو ثلاثا - إلى صهيب فوجده يصلي ، فقال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم ، وجدته يصلي وكرهت أن أقطع عليه صلاته ، فقال : أصبت . وخرجا من ليلتهما ، فلما أصبح خرج حتى أتى أم رومان زوجة أبي بكر ، فقالت : ألا أراك ههنا ، وقد خرج أخواك ، ووضعا لك شيئا من زادهما ، قال صهيب : فخرجت حتى دخلت على زوجتي ، فأخذت سيفي وجعبتي وقوسي حتى أقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فأجده وأبا بكر جالسين ، فلما رآني أبو بكر قام إلي ، فبشرني بالآية التي نزلت في ، وأخذ بيدي فلمته بعض اللائمة ، فاعتذر . [ ص: 153 ] وربحني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ربح البيع أبا يحيى .

              حدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق ، ثنا صالح بن حرب ، ثنا إسماعيل بن يحيى ، ثنا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن صهيب رضي الله تعالى عنهم ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا يدخل الجنة إلا من قال بالمال هكذا ، وهكذا يمنة ويسرة .

              حدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا جعفر بن محمد الفريابي ، ثنا أبو جعفر النفيلي . وحدثنا محمد بن الحسن اليقطيني ، ثنا الحسين بن عبد الله الرقي ، ثنا حكيم بن سيف ، قالا : ثنا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن حمزة بن صهيب ، عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما قال له : يا صهيب اكتنيت وليس لك ولد ، وانتميت إلى العرب وأنت رجل من الروم ؟ فقال : يا أمير المؤمنين أما قولك اكتنيت وليس لك ولد ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني بأبي يحيى ، وأما قولك انتميت إلى العرب وأنت رجل من الروم ، فإني رجل من النمر بن قاسط ، سبيت من الموصل بعد أن كنت غلاما ، قد عرفت أهلي ونسبي .

              ورواه زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، فزاد فيه ما حدثناه أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن زهير ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن حمزة بن صهيب أن صهيبا رضي الله تعالى عنه كان يطعم الطعام الكثير ، فقال له عمر : يا صهيب إنك تطعم الطعام الكثير وذلك سرف في المال ، فقال صهيب : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خياركم من أطعم الطعام ، ورد السلام . فذلك الذي يحملني على أن أطعم الطعام .

              رواه يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن صهيب نحوه .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية