الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            القصة الثانية :

                                                                                                                                                                                                                                            والمقصود منها إثبات المعاد ، قوله تعالى : ( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ) .

                                                                                                                                                                                                                                            وفي الآية مسائل :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : اختلف النحويون في إدخال الكاف في قوله : ( أو كالذي ) وذكروا فيه ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : أن يكون قوله : ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم ) في معنى " ألم تر كالذي حاج إبراهيم " وتكون هذه الآية معطوفة عليه ، والتقدير : أرأيت كالذي حاج إبراهيم ، أو كالذي مر على قرية ، فيكون هذا عطفا على المعنى ، وهو قول الكسائي والفراء وأبي علي الفارسي وأكثر النحويين ، قالوا : ونظيره من القرآن قوله تعالى : ( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله ) [المؤمنون : 84 - 85] ثم قال : ( من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله ) [المؤمنون : 86 ، 87] فهذا عطف على المعنى ؛ لأن معناه : لمن السماوات ؟ فقيل : لله ، قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                            معاوي إننا بشر فأسجح فلسنا بالجبال ولا الحديدا



                                                                                                                                                                                                                                            فحمل على المعنى وترك اللفظ .

                                                                                                                                                                                                                                            والقول الثاني ، وهو اختيار الأخفش : أن الكاف زائدة ، والتقدير : ألم تر إلى الذي حاج والذي مر على قرية .

                                                                                                                                                                                                                                            والقول الثالث ، وهو اختيار المبرد : أنا نضمر في الآية زيادة ، والتقدير : ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم ، وألم تر إلى من كان كالذي مر على قرية .

                                                                                                                                                                                                                                            [ ص: 26 ] المسألة الثانية : اختلفوا في الذي مر بالقرية ، فقال قوم : كان رجلا كافرا شاكا في البعث ، وهو قول مجاهد وأكثر المفسرين من المعتزلة ، وقال الباقون : إنه كان مسلما ، ثم قال قتادة وعكرمة والضحاك والسدي : هو عزير ، وقال عطاء عن ابن عباس : هو أرمياء ، ثم من هؤلاء من قال : إن أرمياء هو الخضر عليه السلام ، وهو رجل من سبط هارون بن عمران عليهما السلام ، وهو قول محمد بن إسحاق ، وقال وهب بن منبه : إن أرمياء هو النبي الذي بعثه الله عندما خرب بختنصر بيت المقدس وأحرق التوراة .

                                                                                                                                                                                                                                            حجة من قال : إن هذا المار كان كافرا وجوه :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : أن الله حكى عنه أنه قال : ( أنى يحيي هذه الله بعد موتها ) وهذا كلام من يستبعد من الله الإحياء بعد الإماتة وذلك كفر .

                                                                                                                                                                                                                                            فإن قيل : يجوز أن ذلك وقع منه قبل البلوغ .

                                                                                                                                                                                                                                            قلنا : لو كان كذلك لم يجز من الله تعالى أن يعجب رسوله منه إذ الصبي لا يتعجب من شكه في مثل ذلك ، وهذه الحجة ضعيفة لاحتمال أن ذلك الاستبعاد ما كان بسبب الشك في قدرة الله تعالى على ذلك ، بل كان بسبب اطراد العادات في أن مثل ذلك الموضع الخراب قلما يصيره الله معمورا ، وهذا كما أن الواحد منا يشير إلى جبل ، فيقول : متى يقلبه الله ذهبا ، أو ياقوتا ، لا أن مراده منه الشك في قدرة الله تعالى ، بل على أن مراده منه أن ذلك لا يقع ولا يحصل في مطرد العادات ، فكذا ههنا .

                                                                                                                                                                                                                                            الوجه الثاني : قالوا : إنه تعالى قال في حقه : ( فلما تبين له ) وهذا يدل على أنه قبل ذلك لم يكن ذلك التبين حاصلا له ، وهذا أيضا ضعيف ؛ لأن تبين الإحياء على سبيل المشاهدة ما كان حاصلا له قبل ذلك ، فأما أن تبين ذلك على سبيل الاستدلال ما كان حاصلا فهو ممنوع .

                                                                                                                                                                                                                                            الوجه الثالث : أنه قال : ( أعلم أن الله على كل شيء قدير ) وهذا يدل على أن هذا العلم إنما حصل له في ذلك الوقت ، وأنه كان خاليا عن مثل ذلك العلم قبل ذلك الوقت ، وهذا أيضا ضعيف ؛ لأن تلك المشاهدة لا شك أنها أفادت نوع توكيد وطمأنينة ووثوق ، وذلك القدر من التأكيد إنما حصل في ذلك الوقت ، وهذا لا يدل على أن أصل العلم ما كان حاصلا قبل ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                            الوجه الرابع لهم : أن هذا المار كان كافرا لانتظامه مع نمروذ في سلك واحد . وهو ضعيف أيضا ، لأن قبله وإن كان قصة نمروذ ، ولكن بعده قصة سؤال إبراهيم ، فوجب أن يكون نبيا من جنس إبراهيم .

                                                                                                                                                                                                                                            وحجة من قال : إنه كان مؤمنا وكان نبيا وجوه :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : أن قوله : ( أنى يحيي هذه الله بعد موتها ) يدل على أنه كان عالما بالله ، وعلى أنه كان عالما بأنه تعالى يصح منه الإحياء في الجملة ؛ لأن تخصيص هذا الشيء باستبعاد الإحياء إنما يصح أن لو حصل الاعتراف بالقدرة على الإحياء في الجملة ، فأما من يعتقد أن القدرة على الإحياء ممتنعة لم يبق لهذا التخصيص فائدة .

                                                                                                                                                                                                                                            الحجة الثانية : أن قوله : ( كم لبثت ) لا بد له من قائل ، والمذكور السابق هو الله تعالى فصار التقدير : قال الله تعالى : ( كم لبثت ) فقال ذلك الإنسان : ( لبثت يوما أو بعض يوم ) فقال الله تعالى : ( قال بل لبثت مائة عام ) ومما يؤكد أن قائل هذا القول هو الله تعالى قوله : ( ولنجعلك آية للناس ) ومن المعلوم أن القادر على جعله آية للناس هو الله تعالى ، ثم قال : ( وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما ) ولا شك أن قائل هذا [ ص: 27 ] القول هو الله تعالى ، فثبت أن هذه الآية دالة من هذه الوجوه الكثيرة على أنه تكلم معه ، ومعلوم أن هذا لا يليق بحال هذا الكافر .

                                                                                                                                                                                                                                            فإن قيل : لعله تعالى بعث إليه رسولا أو ملكا حتى قال له هذا القول عن الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                            قلنا : ظاهر هذا الكلام يدل على أن قائل هذه الأقوال معه هو الله تعالى ، فصرف اللفظ عن هذا الظاهر إلى المجاز من غير دليل يوجبه غير جائز .

                                                                                                                                                                                                                                            والحجة الثالثة : أن إعادته حيا وإبقاء الطعام والشراب على حالهما ، وإعادة الحمار حيا بعدما صار رميما مع كونه مشاهدا لإعادة أجزاء الحمار إلى التركيب وإلى الحياة إكرام عظيم وتشريف كريم ، وذلك لا يليق بحال الكافر له .

                                                                                                                                                                                                                                            فإن قيل : لم لا يجوز أن يقال : إن كل هذه الأشياء إنما أدخلها الله تعالى في الوجود إكراما لإنسان آخر كان نبيا في ذلك الزمان ؟ .

                                                                                                                                                                                                                                            قلنا : لم يجر في هذه الآية ذكر هذا النبي ، وليس في هذه القصة حالة مشعرة بوجود النبي أصلا ، فلو كان المقصود من إظهار هذه الأشياء إكرام ذلك النبي وتأييد رسالته بالمعجزة لكان ترك ذكر ذلك الرسول إهمالا لما هو الغرض الأصلي من الكلام وإنه لا يجوز .

                                                                                                                                                                                                                                            فإن قيل : لو كان ذلك الشخص لكان إما أن يقال : إنه ادعى النبوة من قبل الإماتة والإحياء أو بعدهما ، والأول باطل ؛ لأن إرسال النبي من قبل الله يكون لمصلحة تعود على الأمة ، وذلك لا يتم بعد الإماتة ، وإن ادعى النبوة بعد الإحياء فالمعجز قد تقدم على الدعوى ، وذلك غير جائز .

                                                                                                                                                                                                                                            قلنا : إظهار خوارق العادات على يد من يعلم الله أنه سيصير رسولا جائز عندنا ، وعلى هذا الطريق زال السؤال .

                                                                                                                                                                                                                                            الحجة الرابعة : أنه تعالى قال في حق هذا الشخص : ( ولنجعلك آية للناس ) وهذا اللفظ إنما يستعمل في حق الأنبياء والرسل قال تعالى : ( وجعلناها وابنها آية للعالمين ) [الأنبياء : 91] فكان هذا وعدا من الله تعالى بأنه يجعله نبيا ، وأيضا فهذا الكلام [ إن ] لم يدل على النبوة بصريحه فلا شك أنه يفيد التشريف العظيم ، وذلك لا يليق بحال من مات على الكفر وعلى الشك في قدرة الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                            فإن قيل : لم لا يجوز أن يكون المراد من جعله آية أن من عرفه من الناس شابا كاملا إذا شاهدوه بعد مائة سنة على شبابه وقد شاخوا أو هرموا ، أو سمعوا بالخبر أنه كان مات منذ زمان وقد عاد شابا ، صح أن يقال لأجل ذلك : إنه آية للناس لأنهم يعتبرون بذلك ويعرفون به قدرة الله تعالى ، ونبوة نبي ذلك الزمان .

                                                                                                                                                                                                                                            والجواب من وجهين :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : أن قوله : ( ولنجعلك آية ) إخبار عن أنه تعالى يجعله آية ، وهذا الإخبار إنما وقع بعد أن أحياه الله ، وتكلم معه ، والمجعول لا يجعل ثانيا ، فوجب حمل قوله : ( ولنجعلك آية للناس ) على أمر زائد عن هذا الإحياء ، وأنتم تحملونه على نفس هذا الإحياء فكان باطلا .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : أن وجه التمسك أن قوله : ( ولنجعلك آية للناس ) يدل على التشريف العظيم ، وذلك لا يليق بحال من مات على الكفر والشك في قدرة الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                            [ ص: 28 ] الحجة الخامسة : ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في سبب نزول الآية قال : إن بختنصر غزا بني إسرائيل فسبى منهم الكثيرين ، ومنهم عزير وكان من علمائهم ، فجاء بهم إلى بابل ، فدخل عزير يوما تلك القرية ونزل تحت شجرة وهو على حمار ، فربط حماره وطاف في القرية فلم ير فيها أحدا فعجب من ذلك وقال : ( أنى يحيي هذه الله بعد موتها ) لا على سبيل الشك في القدرة ، بل على سبيل الاستبعاد بحسب العادة ، وكانت الأشجار مثمرة ، فتناول من الفاكهة التين والعنب ، وشرب من عصير العنب ونام ، فأماته الله تعالى في منامه مائة عام وهو شاب ، ثم أعمى عن موته أيضا الإنس والسباع والطير ، ثم أحياه الله تعالى بعد المائة ونودي من السماء : يا عزير ( كم لبثت ) بعد الموت ؟ فقال : ( يوما ) فأبصر من الشمس بقية فقال : ( أو بعض يوم ) فقال الله تعالى : ( بل لبثت مائة عام ) من التين والعنب ( وشرابك ) من العصير لم يتغير طعمهما ، فنظر فإذا التين والعنب كما شاهدهما ثم قال : ( وانظر إلى حمارك ) فنظر فإذا هو عظام بيض تلوح وقد تفرقت أوصاله وسمع صوتا : أيتها العظام البالية إني جاعل فيك روحا ، فانضم أجزاء العظام بعضها إلى بعض ، ثم التصق كل عضو بما يليق به الضلع إلى الضلع والذراع إلى مكانه ، ثم جاء الرأس إلى مكانه ثم العصب والعروق ثم أنبت طراء اللحم عليه ، ثم انبسط الجلد عليه ، ثم خرجت الشعور عن الجلد ، ثم نفخ فيه الروح ، فإذا هو قائم ينهق فخر عزير ساجدا ، وقال : ( أعلم أن الله على كل شيء قدير ) ثم إنه دخل بيت المقدس فقال القوم : حدثنا آباؤنا أن عزير بن شرخياء مات ببابل ، وقد كان بختنصر قتل ببيت المقدس أربعين ألفا ممن قرأ التوراة وكان فيهم عزير ، والقوم ما عرفوا أنه يقرأ التوراة ، فلما أتاهم بعد مائة عام جدد لهم التوراة وأملاها عليهم عن ظهر قلبه لم يخرم منها حرفا ، وكانت التوراة قد دفنت في موضع فأخرجت ، وعورض بما أملاه فما اختلفا في حرف ، فعند ذلك قالوا : عزير ابن الله . وهذه الرواية مشهورة فيما بين الناس ، وذلك يدل على أن ذلك المار كان نبيا .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : اختلفوا في تلك القرية فقال وهب وقتادة وعكرمة والربيع : إيلياء وهي بيت المقدس ، وقال ابن زيد : هي القرية التي خرج منها الألوف حذر الموت .

                                                                                                                                                                                                                                            أما قوله تعالى : ( وهي خاوية على عروشها ) قال الأصمعي : خوى البيت فهو يخوي خواء ممدودا إذا ما خلا من أهله ، والخوا : خلو البطن من الطعام ، وفي الحديث : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد خوى " أي : خلى ما بين عضديه وجنبيه ، وبطنه وفخذيه . وخوى الفرس ما بين قوائمه . ثم يقال للبيت إذا انهدم : خوى لأنه بتهدمه يخلو من أهله ، وكذلك : خوت النجوم وأخوت إذا سقطت ولم تمطر لأنها خلت عن المطر . والعرش سقف البيت ، والعروش الأبنية ، والسقوف من الخشب يقال : عرش الرجل يعرش ويعرش إذا بنى وسقف بخشب ، فقوله : ( وهي خاوية على عروشها ) أي : منهدمة ساقطة خراب ، قاله ابن عباس رضي الله عنهما . وفيه وجوه :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدها : أن حيطانها كانت قائمة وقد تهدمت سقوفها ، ثم انقعرت الحيطان من قواعدها فتساقطت على السقوف المنهدمة ، ومعنى الخاوية المنقلعة وهي المنقلعة من أصولها ، يدل عليه قوله تعالى : ( أعجاز نخل خاوية ) [الحاقة : 7] وموضع آخر ( أعجاز نخل منقعر ) [القمر : 20] وهذه الصفة في خراب المنازل من أحسن ما يوصف به .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : قوله تعالى : ( خاوية على عروشها ) أي : خاوية عن عروشها ، جعل " على " بمعنى " عن " كقوله : ( إذا اكتالوا على الناس ) [المطففين : 2] أي : عنهم .

                                                                                                                                                                                                                                            والثالث : أن المراد أن القرية خاوية [ ص: 29 ] مع كون أشجارها معروشة ، فكان التعجب من ذلك أكثر ؛ لأن الغالب من القرية الخالية الخاوية أن يبطل ما فيها من عروش الفاكهة ، فلما خربت القرية مع بقاء عروشها كان التعجب أكثر .

                                                                                                                                                                                                                                            أما قوله تعالى : ( قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها ) فقد ذكرنا أن من قال : المار كان كافرا حمله على الشك في قدرة الله تعالى ، ومن قال : كان نبيا حمله على الاستبعاد بحسب مجاري العرف والعادة أو كان المقصود منه طلب زيادة الدلائل لأجل التأكيد ، كما قال إبراهيم عليه السلام : ( أرني كيف تحي الموتى ) [البقرة : 260] وقوله ( أنى ) أي : من أين كقوله : ( أنى لك هذا ) [ آل عمران : 37] ، والمراد بإحياء هذه القرية عمارتها ، أي : متى يفعل الله تعالى ذلك ؟ على معنى أنه لا يفعله ، فأحب الله أن يريه في نفسه ، وفي إحياء القرية آية ( فأماته الله مائة عام ) وقد ذكرنا القصة .

                                                                                                                                                                                                                                            فإن قيل : ما الفائدة في إماتة الله له مائة عام ، مع أن الاستدلال بالإحياء بعد يوم أو بعد بعض يوم حاصل ؟ .

                                                                                                                                                                                                                                            قلنا : لأن الإحياء بعد تراخي المدة أبعد في العقول من الإحياء بعد قرب المدة ، وأيضا فلأن بعد تراخي المدة ما يشاهد منه ، ويشاهد هو من غيره أعجب .

                                                                                                                                                                                                                                            أما قوله تعالى : ( ثم بعثه ) فالمعنى : ثم أحياه ، ويوم القيامة يسمى يوم البعث ؛ لأنهم يبعثون من قبورهم ، وأصله من بعثت الناقة إذا أقمتها من مكانها ، وإنما قال : ( ثم بعثه ) ولم يقل : ثم أحياه لأن قوله : ( ثم بعثه ) يدل على أنه عاد كما كان أولا حيا عاقلا فهما مستعدا للنظر والاستدلال في المعارف الإلهية ، ولو قال : ثم أحياه لم تحصل هذه الفوائد .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية