الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            النوع الثاني : قوله : ( ياأبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا ) ومعناه ظاهر ، وطمع في التمسك به أهل التعليم وأهل التقليد أما أهل التعليم فقالوا : إنه أمره بالاتباع في الدين وما أمره بالتمسك بدليل لا يستفاد إلا من الاتباع ، وأما أهل التقليد فقد تمسكوا به أيضا من هذا الوجه ، ومن الناس من طعن أنه أمره بالاتباع لتحصل الهداية ، فإذن لا تحصل الهداية إلا باتباعه ، ولا تبعية إلا إذا اهتدى لقولنا إنه لا بد من اتباعه فيقع الدور وإنه باطل .

                                                                                                                                                                                                                                            " والجواب " عن الأول : أن المراد بالهداية بيان الدليل وشرحه وإيضاحه .

                                                                                                                                                                                                                                            فعند هذا عاد السائل فقال : أنا لا أنكر أنه لا بد من الدلالة ، ولكني أقول الوقوف على تلك الدلالة لا يستفاد إلا ممن له نفس كاملة بعيدة عن النقص والخطأ ، وهي نفس النبي المعصوم أو الإمام المعصوم ، فإذا سلمت أنه لا بد من النبي في هذا المقصود ؛ فقد سلمت حصول الغرض ، أجاب المجيب وقال : أنا ما سلمت أنه لا بد في الوقوف على الدلائل من هداية النبي ، ولكني أقول : هذا الطريق أسهل وإن إبراهيم عليه السلام [ ص: 193 ] دعاه إلى الأسهل الأسهل والجواب عن سؤال الدور أن قوله : ( فاتبعني ) ليس أمر إيجاب بل أمر إرشاد .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية