الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            قوله تعالى : ( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) فيه مسألتان :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : هذا ليس بتكرار ، وبيانه من وجهين . أحدهما : أن قوله تعالى : ( فول وجهك شطر المسجد الحرام ) خطاب مع الرسول - عليه السلام - لا مع الأمة ، وقوله : ( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) خطاب مع الكل . وثانيهما : أن المراد بالأولى مخاطبتهم وهم بالمدينة خاصة ، وقد كان من الجائز لو وقع الاختصار عليه أن يظن أن هذه القبلة لأهل المدينة خاصة ، فبين الله تعالى أنهم أينما حصلوا من بقاع الأرض يجب أن يستقبلوا نحو هذه القبلة .

                                                                                                                                                                                                                                            [ ص: 112 ] المسألة الثانية : قوله : ( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) يعني : وأينما كنتم ، وموضع ( كنتم ) من الإعراب جزم بالشرط ، كأنه قيل : حيثما تكونوا ، والفاء جواب .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية