الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1610 ) فصل : قال أحمد رحمه الله : يكبر على الجنازة فيجيئون بأخرى ، يكبر إلى سبع ثم يقطع ، ولا يزيد على ذلك حتى ترفع الأربع .

                                                                                                                                            قال أصحابنا : إذا كبر على جنازة ، ثم جيء بأخرى ، كبر الثانية عليهما ، وينويهما فإن جيء بثالثة كبر الثالثة عليهن ، ونواهن ، فإن جيء برابعة كبر الرابعة عليهن ، ونواهن ، ثم يكمل التكبير عليهن إلى سبع ، ليحصل للرابعة أربع تكبيرات ، إذ لا يجوز النقصان منهن ، ويحصل للأولى سبع ، وهو أكثر ما ينتهي إليه التكبير ، فإن جيء بخامسة لم ينوها بالتكبير ، وإن نواها لم يجز ; لأنه دائر بين أن يزيد على سبع أو ينقص في تكبيرها عن أربع ، وكلاهما لا يجوز ، وهكذا لو جيء بثانية بعد الرابعة ، لم يجز أن يكبر عليها الخامسة ; لما بينا .

                                                                                                                                            فإن أراد أهل الجنازة الأولى رفعها قبل سلام الإمام لم يجز ; لأن السلام ركن لا تتم الصلاة إلا به . إذا تقرر هذا ، فإنه يقرأ في التكبيرة الخامسة الفاتحة ، وفي السادسة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو في السابعة [ ص: 198 ] ليكمل لجميع الجنائز القراءة والأذكار كما كمل لهن التكبيرات . وذكر ابن عقيل وجها ثانيا ، قال : ويحتمل أن يكبر ما زاد على الأربع متتابعا ، كما قلنا في القضاء للمسبوق ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كبر سبعا ، ومعلوم أنه لم يرو أنه قرأ قراءتين .

                                                                                                                                            والأول أصح ; لأن الثانية وما بعدها جنائز ، فيعتبر في الصلاة عليهن شروط الصلاة وواجباتها ، كالأولى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية