الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2082 ) فصل : والمريض الذي لا يرجى برؤه ، يفطر ، ويطعم لكل يوم مسكينا ; لأنه في معنى الشيخ . قال أحمد ، رحمه الله في من به شهوة الجماع غالبة ، لا يملك نفسه ، ويخاف أن تنشق أنثياه : أطعم . أباح له الفطر ; لأنه يخاف على نفسه ، فهو كالمريض ، ومن يخاف على نفسه الهلاك لعطش أو نحوه ، وأوجب الإطعام بدلا عن الصيام ، وهذا محمول على من لا يرجو إمكان القضاء ، فإن رجا ذلك فلا فدية عليه ، والواجب انتظار القضاء وفعله إذا قدر عليه ، لقوله تعالى : { فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر } .

                                                                                                                                            وإنما يصار إلى الفدية عند اليأس من القضاء ، فإن أطعم مع يأسه ، ثم قدر على الصيام ، احتمل أن لا يلزمه ; لأن ذمته قد برئت بأداء الفدية التي كانت هي الواجب عليه ، فلم يعد إلى الشغل بما برئت منه ، ولهذا قال الخرقي : فمن كان مريضا لا يرجى برؤه ، أو شيخا لا يستمسك على الراحلة ، أقام من يحج عنه ويعتمر ، وقد أجزأ عنه ، وإن عوفي .

                                                                                                                                            واحتمل أن يلزمه القضاء ; لأن الإطعام بدل يأس ، وقد تبينا ذهاب اليأس ، فأشبه من اعتدت بالشهور عند اليأس من الحيض ، ثم حاضت .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية