الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 93 ] فصل : ومن يرجى زوال مرضه ، والمحبوس ونحوه ، ليس له أن يستنيب . فإن فعل ، لم يجزئه ، وإن لم يبرأ . وبهذا قال الشافعي .

                                                                                                                                            وقال أبو حنيفة : له ذلك . ويكون ذلك مراعى ، فإن قدر على الحج بنفسه لزمه ، وإلا أجزأه ذلك ; لأنه عاجز عن الحج بنفسه ، أشبه الميئوس من برئه .

                                                                                                                                            ولنا ، أنه يرجو القدرة على الحج بنفسه ، فلم يكن له الاستنابة ، ولا تجزئه إن فعل ، كالفقير ، وفارق المأيوس من برئه ; لأنه عاجز على الإطلاق ، آيس من القدرة على الأصل ، فأشبه الميت . ولأن النص إنما ورد في الحج عن الشيخ الكبير ، وهو ممن لا يرجى منه الحج بنفسه ، فلا يقاس عليه إلا من كان مثله . فعلى هذا إذا استناب من يرجو القدرة على الحج بنفسه ، ثم صار مأيوسا من برئه ، فعليه أن يحج عن نفسه مرة أخرى ; لأنه استناب في حال لا تجوز له الاستنابة فيها ، فأشبه الصحيح .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية