الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2272 ) مسألة : قال : ( ومن لم يكن طريقه على ميقات ، فإذا حاذى أقرب المواقيت إليه أحرم ) وجملة ذلك أن من سلك طريقا بين ميقاتين ، فإنه يجتهد حتى يكون إحرامه بحذو الميقات ، الذي هو إلى طريقه أقرب ; لما روينا أن أهل العراق قالوا لعمر : إن قرنا جور عن طريقنا . فقال : انظروا حذوها من طريقكم فوقت لهم ذات عرق . ولأن هذا مما يعرف بالاجتهاد والتقدير ، فإذا اشتبه دخله الاجتهاد ، كالقبلة .

                                                                                                                                            ( 2273 ) فصل : فإن لم يعرف حذو الميقات المقارب لطريقه ، احتاط ، فأحرم من بعد ، بحيث يتيقن أنه لم يجاوز الميقات إلا محرما ; لأن الإحرام قبل الميقات جائز ، وتأخيره عنه لا يجوز ، فالاحتياط فعل ما لا شك فيه . ولا يلزمه الإحرام حتى يعلم أنه قد حاذاه ; لأن الأصل عدم وجوبه ، فلا يجب بالشك . فإن أحرم ، ثم علم بعد أنه قد جاوز ما يحاذيه من المواقيت غير محرم ، فعليه دم .

                                                                                                                                            وإن شك في أقرب الميقاتين إليه ، فالحكم في ذلك على ما ذكرنا في المسألة قبلها . وإن كانتا متساويتين في القرب إليه ، أحرم من حذو أبعدهما .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية