الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6014 ) فصل : وإن قال لغير مدخول بها : أنت طالق ثم طالق ثم طالق ، إن دخلت الدار . أو : إن دخلت الدار فأنت طالق ثم طالق ثم طالق . أو : إن دخلت فأنت طالق فطالق فطالق . فدخلت ، طلقت واحدة ، فبانت بها ، ولم يقع غيرها . وبهذا قال الشافعي . وذهب القاضي إلى أنها تطلق في الحال واحدة ، تبين بها . وهو قول أبي حنيفة في الصورة الأولى ; لأن " ثم " تقطع الأولى عما بعدها ، لأنها للمهلة ، فتكون الأولى موقعة ، والثانية معلقة [ ص: 371 ] بالشرط . وقال أبو يوسف ومحمد : لا يقع حتى تدخل الدار ، فيقع بها ثلاث ; لأن دخول الدار شرط لثلاث ، فوقعت ، كما لو قال : إن دخلت الدار فأنت طالق وطالق وطالق .

                                                                                                                                            ولنا ، أن " ثم " للعطف ، وفيها ترتيب ، فتعلقت التطليقات كلها بالدخول ; لأن العطف لا يمنع تعليق الشرط بالمعطوف عليه ، ويجب الترتيب فيها ، كما يجب لو لم يعلقه بالشرط ، وفي هذا انفصال عما ذكروه ، ولأن الأولى تلي الشرط ، فلم يجز وقوعها بدونه ، كما لو لم يعطف عليها ، ولأنه جعل الأولى جزاء للشرط ، وعقبه إياها بفاء التعقيب ، الموضوعة للجزاء ، فلم يجز تقديمها عليه كسائر نظائره ، ولأنه لو قال : إن دخل زيد داري ، فأعطه درهما لم يجز أن يعطيه قبل دخوله ، فكذا هاهنا . وما ذكروه تحكم ، ليس له شاهد في اللغة ، ولا أصل في الشرع .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية