الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6543 ) فصل : إذا كانت الجارية عند الأم أو عند الأب ، فإنها تكون عنده ليلا ونهارا ; لأن تأديبها وتخريجها في جوف البيت ، من تعليمها الغزل والطبخ وغيرهما ، ولا حاجة بها إلى الإخراج منه ، ولا يمنع أحدهما من زيارتها عند الآخر ، من غير أن يخلو الزوج بأمها ، ولا يطيل ، ولا يتبسط ; لأن الفرقة بينهما تمنع تبسط أحدهما في منزل الآخر وإن مرضت ، فالأم أحق بتمريضها في بيتها وإن كان الغلام عند الأم بعد السبع ، لاختياره لها ، كان عندها ليلا ، ويأخذه الأب نهارا ليسلمه في مكتب ، أو في صناعة ; لأن القصد حظ الغلام وحظه فيما ذكرناه وإن كان عند الأب ، كان عنده ليلا ونهارا ، ولا يمنع من زيارة أمه ; لأن منعه من ذلك إغراء بالعقوق ، وقطيعة للرحم

                                                                                                                                            وإن مرض ، كانت الأم أحق بتمريضه في بيتها ; لأنه صار بالمرض كالصغير ، في الحاجة إلى من يقوم بأمره ، فكانت الأم أحق به كالصغير وإن مرض أحد الأبوين ، والولد عند الآخر ، لم يمنع من عيادته ، وحضوره عند موته ، سواء كان ذكرا أو أنثى ; لأن المرض يمنع المريض من المشي إلى ولده ، فمشي ولده إليه أولى فأما في حال الصحة ، فإن الغلام يزور أمه ; لأنها عورة ، فسترها أولى ، والأم تزور ابنتها ; لأن كل واحدة منهما عورة ، تحتاج إلى صيانة وستر ، وستر الجارية أولى ; لأن الأم قد تخرجت وعقلت ، بخلاف الجارية .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية