الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7121 ) فصل : ومن أصاب حدا ثم ارتد ثم أسلم ، أقيم عليه حده . وبهذا قال الشافعي ، سواء لحق بدار الحرب في ردته ، أو لم يلحق بها . وقال قتادة ، في مسلم أحدث حدثا ، ثم لحق بالروم ، ثم قدر عليه : إن كان ارتد درئ عنه الحد ، وإن لم يكن ارتد ، أقيم عليه . ونحو هذا قال أبو حنيفة ، والثوري ، إلا حقوق الناس ; لأن ردته أحبطت عمله ، فأسقطت ما عليه من حقوق الله تعالى ، كمن فعل ذلك في حال شركه ، ولأن الإسلام يجب ما قبله . ولنا ، أنه حق عليه ، فلم يسقط بردته ، كحقوق الآدميين .

                                                                                                                                            وفارق ما فعله في شركه ، فإنه لم يثبت حكمه في حقه . وأما قوله : { الإسلام يجب ما قبله } . فالمراد به ما فعله في كفره ; لأنه لو أراد ما قبل ردته ، أفضى إلى كون الردة - التي هي أعظم [ ص: 33 ] الذنوب - مكفرة للذنوب ، وأن من كثرت ذنوبه ولزمته حدود يكفر ثم يسلم فتكفر ذنوبه ، وتسقط حدوده .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية