الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 95 ) فصل : وكل حيوان فشعره مثل بقية أجزائه ما كان طاهرا فشعره طاهر ، وما كان نجسا فشعره كذلك ، ولا فرق بين حالة الحياة وحالة الموت ، إلا أن الحيوانات التي حكمنا بطهارتها لمشقة الاحتراز منها ; كالسنور ، وما دونها في الخلقة ، فيها بعد الموت وجهان : أحدهما أنها نجسة ; لأنها كانت طاهرة مع وجود علة التنجيس لمعارض ، وهو الحاجة إلى العفو عنها للمشقة وقد انتفت الحاجة فتنتفي الطهارة . والثاني هي طاهرة . وهذا أصح ; لأنها كانت طاهرة في الحياة ، والموت لا يقتضي تنجيسها . فتبقى الطهارة ، وما ذكرناه للوجه الأول لا يصح ; لأننا لا نسلم وجود علة التنجيس ، ولئن سلمناه غير أن الشرع ألغاه ، ولم يثبت اعتباره في موضع ، فليس لنا إثبات حكمه بالتحكم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية