الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( فيبسط ) من يكفن الرجل الميت ( بعض اللفائف ) الثلاث ( فوق بعض ) ليوضع عليها مرة واحدة ولا يحتاج إلى حمله ، ووضعه على واحدة بعد واحدة ( ويجمرها بالعود ) أو نحوه أوصى به أبو سعيد وابن عمر وابن عباس ولأن هذا عادة الحي ( بعد رشها بماء ورد أو غيره ليتعلق به ) رائحة البخور ، وإن لم يكن الميت محرما ( ثم يوضع ) الميت ( عليها ) أي : اللفائف ( مستلقيا ) لأنه أمكن لإدراجه فيها والأولى أن يستر بثوب في حال حمله ، و أن يوضع متوجها .

                                                                                                                      ( ويجعل الحنوط وهو أخلاط من طيب ) يعد للميت خاصة ( فيما بينها ) أي : يذر بين اللفائف و ( لا ) يجعل من الحنوط ( على ظهر ) اللفافة ( العليا ) لكراهة عمر وابنه وأبي هريرة ذلك ( ولا ) يوضع ( على الثوب الذي ) يجعل ( على النعش ) شيء من الحنوط نص عليه لأنه ليس من الكفن .

                                                                                                                      ( ويجعل منه في أي : قطن يجعل ) ذلك القطن ( بين أليتيه ) برفق ، ويكثر ذلك ليرد ما يخرج عند تحريكه ( ويشد فوقه ) أي : القطن ( خرقة مشقوقة الطرف كالتبان ) وهو السراويل بلا أكمام ( تجمع أليتيه ومثانته ) ليرد ذلك ما يخرج ويخفي ما يظهر من الروائح ( وكذلك ) يضع ( في الجراح النافذة ) لما ذكر ( ويجعل الباقي ) من القطن المحنط ( على منافذ وجهه ) كعينيه وفمه وأنفه ويلحق بذلك أذناه .

                                                                                                                      ( و ) على ( مواضع سجوده ) كجبهته وأنفه وركبتيه ، وأطراف قدميه تشريفا لها لكونها مختصة بالسجود ( و ) على ( مغابنه ) كطي ركبتيه وتحت إبطه ، وكذا سرته لأن ابن عمر كان يتبع مغابن الميت ومرافقه بالمسك ( ويطيب رأسه ولحيته ) ولم يذكر ذلك في المنتهى وغيره ( وإن طيب ) من يليه .

                                                                                                                      ( ولو بمسك بغير ورس وزعفران سائر بدنه غير داخل عينيه كان حسنا ) لأن أنسا طلى بالمسك ، وطلى ابن عمر ميتا بالمسك .

                                                                                                                      ( ويكره ) أن يطيب [ ص: 107 ] ( داخل عينيه ) نص عليه لأنه يفسدهما ( و ) يكره أن يطيب ( بورس وزعفران ) لأنه ربما ظهر لونه على الكفن ، ولأنه يستعمل غذاء وزينة ولا يعتاد التطيب به .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية