الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      باب ( الوضوء ) من الوضاءة ، وهي النظافة ، وهو بالضم اسم للفعل ، وبالفتح اسم للماء الذي يتوضأ به وقيل : بالفتح فيهما ، وقيل بالضم فيهما ، وهو أضعفها ( وهو شرعا استعمال ماء طهور في الأعضاء الأربعة ) وهي الوجه واليدان والرأس والرجلان ( على صفة مخصوصة ) في الشرع ، بأن يأتي بها مرتبة متوالية مع باقي الفروض [ ص: 83 ] والشروط وما يجب اعتباره وسمي وضوءا لتنظيفه المتوضئ وتحسينه والحكمة في غسل الأعضاء المذكورة في الوضوء دون غيرها أنها أسرع ما يتحرك من البدن للمخالفة فأمر بغسلها ظاهرا ، تنبيها على طهارتها الباطنة ورتب غسلها على ترتيب سرعة الحركة في المخالفة فأمر بغسل الوجه وفيه الفم والأنف ، فابتدئ بالمضمضة ; لأن اللسان أكثر الأعضاء وأشدها حركة إذ غيره ربما سلم وهو كثير العطب قليل السلامة غالبا ثم بالأنف ليتوب عما يشم به بالوجه ليتوب عما نظر ثم باليدين لتتوب عن البطش ، ثم خص الرأس بالمسح لأنه مجاور لما تقع منه المخالفة ، ثم بالأذن لأجل السماع ، ثم بالرجل لأجل المشي ، ثم أرشده بعد ذلك إلى تجديد الإيمان بالشهادتين .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية