الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( والأفضل فيهما ) أي : في الهدي والأضحية ( إبل ، ثم بقر إن أخرج كاملا ، ثم غنم ) لحديث أبي هريرة قال : قال { رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ، ثم راح في الساعة الأولى ، فكأنما قرب بدنة ، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ، ومن راح في الساعة الثالثة ; فكأنما قرب كبشا أملح ، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ، ومن راح في الساعة الخامسة ; فكأنما قرب بيضة } متفق عليه ; ولأن البدن أكثر ثمنا ولحما وأنفع للفقراء وسئل صلى الله عليه وسلم { أي الرقاب أفضل ؟ فقال : أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها } والإبل أغلى ثمنا وأنفس من البقر والغنم ( ثم شرك ) سبع فأكثر ( في بدنة ، ثم شرك في بقرة ) ; لأن إراقة الدم مقصودة في الأضحية .

                                                                                                                      والمنفرد تقرب بإراقته كله ( ولا يجزئ في الأضحية الوحشي ) إذ لا يحصل المقصود به ، مع الورود ( ولا ) يجزئ أيضا في الأضحية من ( أحد أبويه وحشي ) تغليبا لجانب المنع ( وأفضلها ) أي : الأجناس ، أي : أفضل كل جنس ( أسمن ، ثم أغلى ثمنا ) لقوله تعالى { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } قال ابن عباس " تعظيمها استسمانها واستحسانها " ولأن ذلك أعظم لأجرها وأكثر لنفعها .

                                                                                                                      ( وذكر وأنثى سواء ) لقوله تعالى { ليذكروا اسم الله على ما رزقهم [ ص: 531 ] من بهيمة الأنعام } وقوله تعالى { والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير } ولم يقل ذكرا ولا أنثى وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم { أهدى جملا كان لأبي جهل في أنفه برة من فضة } رواه أبو داود وابن ماجه قال أحمد الخصي أحب إلينا من النعجة ; لأن لحمه أوفر وأطيب .

                                                                                                                      وقال الموفق : الكبش في الأضحية أفضل النعم ; لأنها أضحية النبي صلى الله عليه وسلم ( وأقرن أفضل ) ; لأنه ضحى بكبشين أملحين أقرنين " ( ويسن استسمانها واستحسانها ) لما تقدم من قوله تعالى { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } ( وأفضلها لونا الأشهب ، وهو الأملح ، وهو الأبيض ) النقي البياض قاله ابن الأعرابي ( أو ما بياضه أكثر من سواده قاله الكسائي ) لما روي عن مولاة ابن ورقة بن سعيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { دم عفراء أزكى عند الله من دم سوداوين } رواه أحمد بمعناه ، .

                                                                                                                      وقال أبو هريرة " دم بيضاء أحب إلى الله من دم سوداوين " ; ولأنه لون أضحية النبي صلى الله عليه وسلم ( ثم أصفر ثم أسود ) يعني أن كل ما كان أحسن لونا فهو أفضل .

                                                                                                                      ( قال ) الإمام ( أحمد يعجبني البياض و ) قال : ( أكره السواد ) .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية