الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وأما ) النواقض ( المخصوصة كبطلان ) طهارة ( المسح ) على الخفين ونحوهما ( بفراغ مدته ) ( وخلع حائله ) و ( كغير ذلك ) كانتقاض طهارة المستحاضة ونحوها بخروج الوقت وطهارة المتيمم بوجود الماء ونحوه ( فمذكور في أبوابه ) فما يتعلق بالمسح تقدم في الباب قبله ، وما يتعلق بالمستحاضة ومن به سلس بول ونحوه يأتي في الاستحاضة وما يتعلق بالتيمم يأتي في بابه وإنما حملت قوله : وغير ذلك : على هذا لقرينة قوله : في أبوابه .

                                                                                                                      ( ولا نقض بكلام محرم ) كالكذب والغيبة والقذف والسب ونحوها ، بل يستحب الوضوء من الكلام المحرم وتقدم ولا نقض ( بإزالة شعر ) .

                                                                                                                      ( و ) أخذ ( ظفر ونحوهما ) خلافا لما حكي عن مجاهد والحكم وحماد ; لأن غسله أو مسحه أصلي ، لا بدل عما تحته ، بخلاف الخف ونحوه ( ولا ) نقض ( بقهقهة ) ولو في صلاة ، وهي أن يضحك حتى يحصل من ضحكه حرفان ذكره ابن عقيل .

                                                                                                                      وما روى أسامة عن أبيه قال { بينا نحن نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل ضرير البصر فتردى في حفرة فضحكنا منه فأمرنا بإعادة الوضوء كاملا وإعادة الصلاة من أولها } فقد رواه الدارقطني من طرق كثيرة ، وضعفها .

                                                                                                                      وقال إنما روي هذا الحديث عن أبي العالية مرسلا وقال نحو ذلك أحمد وعبد الرحمن بن مهدي قال ابن سيرين لا تأخذوا بمراسيل الحسن وأبي العالية فإنهما لا يباليان عمن أخذا .

                                                                                                                      ( ولا ) نقض ب أكل ( ما مسته [ ص: 132 ] النار ) لقول جابر { كان آخر الأمرين من النبي صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مسته النار } رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه ( ولا يستحب الوضوء منهما ) أي : من القهقهة وأكل ما مست النار .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية