الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( فصل التراويح سنة مؤكدة سنها النبي صلى الله عليه وسلم ) وليست محدثة لعمر ففي المتفق عليه من حديث عائشة { أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها بأصحابه ثم تركها خشية أن تفرض } وهي من أعلام الدين الظاهرة ، سميت بذلك ; لأنهم كانوا يجلسون بين كل أربع يستريحون وقيل مشتقة من المراوحة وهي التكرار في الفعل وهي ( عشرون ركعة في رمضان ) لما روى مالك عن يزيد بن رومان قال كان الناس يقومون في زمن عمر في رمضان بثلاث وعشرين ركعة والسر فيه أن الراتبة عشر فضوعفت في رمضان ; لأنه وقت جد وهذا في مظنة الشهرة بحضرة الصحابة فكان إجماعا .

                                                                                                                      وروى أبو بكر عبد العزيز في كتابه الشافي عن ابن عباس { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في شهر رمضان عشرين ركعة } ( يجهر ) الإمام ( فيها بالقراءة ) لفعل الخلف عن السلف ( وفعلها جماعة أفضل ) من فعلها فرادى قال أحمد كان علي وجابر وعبد الله يصلونها في الجماعة .

                                                                                                                      وروى البيهقي عن علي أنه كان يجعل للرجال إماما وللنساء إماما .

                                                                                                                      وفي حديث أبي ذر { أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع أهله وأصحابه وقال إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة } رواه أحمد وصححه الترمذي ( ولا ينقص منها ) [ ص: 426 ] أي من العشرين ركعة لما تقدم ( ولا بأس بالزيادة ) على العشرين ( نصا ) قال عبد الله بن أحمد رأيت أبي يصلي في رمضان ما لا أحصي وكان عبد الرحمن بن الأسود يقوم بأربعين ركعة ويوتر بعدها بسبع ( يسلم من كل ركعتين ) لحديث { صلاة الليل مثنى مثنى } ( وإن تعذرت الجماعة صلى وحده ) لعموم قوله صلى الله عليه وسلم " { من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه } " ( وينوي في كل ركعتين فيقول ) سرا ندبا ( أصلي ركعتين من التراويح المسنونة ) أو من قيام رمضان لحديث { إنما الأعمال بالنيات } ( ويستريح بعد كل أربع ) ركعات من التراويح ( بجلسة يسيرة ) لما تقدم ( ولا بأس بتركها ) أي الجلسة بعد كل أربع .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية